كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
251…حتى قبض، ثم عمل به عمر حتى قبض ... قال الترمذي: وقد روى يونس وغير واحد عن الزهري عن سالم هذا الحديث، ولم يرفعوه، وانما رفعه سفيان بن حسين.
ويمكن أن نعد ديوان العطاء الذي أمر عمر بن الخطاب بترتيبه، نوعاً من تسجيل السنة النبوية، لأنه كتب الناس فيه على مراتبهم من حيث السبق الى الاسلام، والهجرة والنصرة، لأن الرسول عليه السلام، كان يمدح كل من كان له سبق الى عمل يؤدي الى رفع راية الاسلام، ورتب عمر الناس حسب ما سمع من رسول الله في ترتيبهم [انظر: الأحكام السلطانية للماوردي ص 201].
هذا، واذا عددنا ديوان عمر، نوعا من احصاء المسلمين، أو المقاتلة من الناس فأن ذلك كان مسبوقاً في العهد النبوي؛ لما روى البخاري في كتاب الجهاد باب ((كتابة الامام الناس))، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اكتبوا لي من تلفظ بالاسلام من الناس، فكتبنا له الفاً وخمسمائة رجل .. )).
وقال ابن حجر العسقلاني في التعليق على حديث أبي هريرة: ((أن عبد الله بن عمرو كان يكتب ولا أكتب .. )) قد يعارضه ما أخرجه ابن وهب من طريق الحسن بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال: تحدثت عند أبي هريرة بحديث فأنكره، فقلت: اني قد سمعته منك، فقال: إن كنت سمعته مني فهو مكتوب عندي، فأخذ بيدي الى بيته، فأراني كتباً كثيرة من حديث رسول الله، فقال: هذا هو مكتوب عندي.
قال ابن عبد البر: ويمكن الجمع، بأنه لم يكتب في العهد النبوي ثم كتب بعده وأقوى من ذلك أنه لايلزم من وجود الحديث مكتوباً عنده أن يكون بخطه، وقد ثبت أنه لم يكن يكتب، فتعين أن المكتوب عنده بغير خطه.
…