كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
252…وذكر الذهبي في ترجمة جابر بن عبدالله قال: وحمل عن النبي علماً كثيراً نافعاً وله منسك صغير في الحج أخرجه مسلم.
ويظهر أنه يريد بالمنسك الرسالة الصغيرة في الحج.
وقال ابن سعد في [الطبقات 466/ 5] في ترجمة مجاهد بن جبر: كانوا يرون أن مجاهداً يحدث عن صحيفة جابر، وتوفي مجاهد سنة (102 هـ) وأنس بن مالك رضي الله عنه، توفي سنة (93 هـ) كان يجيد القراءة والكتابة فبعثه أبو بكر الصديق الى البحرين ساعياً.
وكان يحث أبناءه على الكتابة، ويقول ((يابني قيدوا العلم بالكتاب)). [تقييد العلم ص 96].
ونقل عنه أنه كان يقول: ((كنا لا نعد علم من لم يكتي علمه علماً)) وروي أنه كانت لديه كتب كثيرة: فجاء في كتاب ((تقييد العلم)) كان أنس بن مالك اذا حدث وكثر عليه الناس، أخرج اليهم مجال (1) من كتب فقال: هذه كتب سمعتها من رسول الله، وقرأناها عليه [تقييد العلم ص 95].
وفي رواية: ((كان أنس بن مالك اذا حدث فكثر عليه الناس جاء بمجال فألقاها ثم قال: هذه أحاديث سمعتها وكتبتها عن رسول الله، وعرضتها عليه)).
وفي تاريخ بغداد (259/ 8) قال ابن سنان: ((خرجت في وفد من أهل الأنبار الى الحجاج الى واسط نتظلم اليه من عامله علينا، فدخلت ديوانه، فرأيت شيخاً والناس حوله يكتبون عنه، فسألت عنه: فقيل لي: أنس بن مالك)).
وعبد الله بن عباس، الذي كان ذا حافظة من أندر ما يروي التاريخ، جاءت عنه أخبار أنه كان يكتب ويدون.
فروى الخطيب في ((تقييد العلم)) قال: كان ابن عباس يأتي أبا رافع…
__________
(1) مجال، وزن مفاعل، جمع مجلة. وهي صحيفة يكتب فيها .. وكل كتاب عند العرب: مجلة قال ابن منظور: ومنه حديث أنس: ألقي الينا مجال.