كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
254…وصاع تمر بصاعين من التمر .. ثم رجع ابن عباس عن ذلك وقال بتحريم الجنس بعضه ببعض متفاضلاً حين بلغه حديث ابي سعيد الخدري.
والشاهد في القصة قول أبي سعيد الخدري: سنكتب إليه، لأن ابن عباس لم يكن في المدينة، فلم يبلغ الرسالة شفاهاً، وإنما كتب اليه، وربما يكون كتب إليه أحاديث كثيرة، وشيئاً من الفقه، مع أن المشهور أن ابا سعيد كان لا يجيز كتابة الحديث، وروى له الإمام مسلم، وأحمد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تكتبوا عني شيئاً إلا القرآن، فمن كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحه)) [المسند 21/ 3].
وقد أوله العلماء بأنه منسوخ، أو المقصود بالنهي، كتابة القرآن والحديث في مكان واحد، وقيل إنه موقوف على أبي سعيد الخدري، لمعارضته الأحاديث الصحيحة الكثيرة في إباحة الكتابة.
وجاء في مسند الإمام أحمد 226/ 4؛ أن اسيد بن حضير _ الصحابي _ كان عاملاً على اليمامة، وأن مروان كتب اليه: أيما رجل سرق منه سرقة، فهو أحق بها بالثمن حيث وجدها، قال أسيد الى مروان أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أنه اذا كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غير متهم، خير سيدها، فان شاء أخذ الذي سرق منه بالثمن وان شاء اتبع سارقه.
قال: وقضى بذلك أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
وقد يقول قائل: ان ما ذكرته، صحف صغيرة، ورسائل مفردة، لا تجمع العلم كله، .. وهذه الرسائل، لم تصل الينا: والجواب: ان هذه الرسائل الصغير كانت تجتمع الى بعضها البعض، فيكون مجموعها مصنفاً.
وقد روى المقريزي في الخطط 74/ 2 عن زيد بن اسلم العدوي (توفي سنة 136 هـ) وهو تابعي ثقة قال: كان تابوت لعمر بن الخطاب فيه كل عهد كان بينه وبين احد ممن عاهده.
وروينا ان عبد الله بن عباس ترك حمل بعير بعد موته، وهو صحف مفرقة…