كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

30…كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيدها إلا الأباطيل .. وذكر بيت الأشجعي، وقال: قال التبريزي: والناس يروون ((يثرب)) بالثاء المثلثة والراء المكسورة، وإنما هو بالمثناة، والراء المهملة المفتوحة: موضع بقرب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، قاله ابن الكلبي، وأبو عبيدة.
قال: وقد خولفا في ذلك.
قال ابن دريد: اختلفوا في ((عرقوب)) فقيل: هو من الأوس، فيصح على هذا أن يكون بالمثلثة وبالمكسورة وقيل: من العماليق، فيكون بالمثناة وبالمفتوحة، لأن العماليق كانت منازلهم من اليمامة إلى ((وبار)) و ((يترب)) ـ بالمثناة ـ هناك.
اهـ أما كون العماليق، في اليمامة فقط، فهذا لا يصح، لأنهم كانوا في المدينة أيضاً.
وأما قولهم: ((يترب)) بالتاء، موضع قرب المدينة، فلا يوجد بقرب المدينة هذا العلم .. وأنا أرى ـ إن صحت القصة، وقد تكون خرافة ـ أن البيت بالثاء المثلثة وأن المقصود ((يثرب)) التي هي المدينة، والذي يرجح ذلك عندي أن مواعيد عرقوب كانت في ثمر نخلة، ومع وجود النخيل في كثير من أرجاء الجزيرة العربية، إلا أن ((يثرب)) أكبر شهرة من غيرها في النخيل.
ويرجح ذلك أيضاً ما نقله ياقوت عن الهمداني، أن عرقوب من قدماء يهود يثرب (بالثاء المثلثة) واليهود مشهورون بالبخل والإمساك، وخلف الوعد، ونقض العهد، والغدر ولكن هناك رواية في تفسير كلمة ((عرقوب)) نقلها ابن هشام الأنصاري، في شرح قصيدة ((بانت سعاد)) إن صحت فمن المحتمل أن تكون ((يثرب)) بالتاء المثناة، حيث قال: ومن الغريب قول بعضهم: إن ((عرقوباً)) جبل مظلل بالسحاب وإنه لا يمطر أبداً، وإن الإضافة في ((مواعيد عرقوب)) إلى المفعول، كأنه وعد بالمطر ولم يمطر، أو إلى الفاعل على المجاز كأنه وعد الناظر إليه أن يمطر، ولم يوف…

الصفحة 30