كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
452…
الذي نؤمن به، ونراه واقعاً محسوساً في الماضي والحاضر، ونرفض كل حكم طبي او جغرافي يخالف ما آمنا به ... فالعقيق واد مبارك باركه الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ولابد أن تشمل البركة توفر اسباب العيش الهني في كل المكان المبارك، ومن أسباب العيش الهني التي خلقها الله تعالى، وانعم بها على عباده: الهواء النقي، والعيش الرخي، وصحة الأبدان .. واخبار النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع شيء، فانه واقع لا محالة، لأنه ينطق بلسان الوحي.
والعقيق جزء من المدينة النبوية: وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((اللهم بارك لنا في مدنا وفي صاعنا، وصححها لنا .. )) والدعاء يشمل عصر الرسول عليه السلام، والأعصر التالية.
وثبت في الصحيح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل المدينة المسيح (الدجال) ولا الطاعون)). [البخاري كتاب الطب، باب 30] ...
ويشهد لهذا، الواقع والتاريخ: فاننا لم نقرأ ان وباءً عاماً جاء الى المدينة فقتل منها جماعات، وانما يأتي الى ساكنها المرض الذي يأتي الى الناس، عندما يتعرضون للأسباب التي خلقها الله تعالى لإحداث المرض .. ، ويبلغ الناس من العمر المقدر لهم عند الله تعالى ما يبلغه الناس في بقاع المعمورة ...
واذا كان للمناخ والهواء والماء من تأثير على الانتاج البشري، فان مناخ المدينة، ومنها العقيق، قدم لنا نماذج بشرية لا تتكرر في عطائها العبقري .. فالمدينة منذ فجر الاسلام مازالت ينبغ فيها الرجال في المجالات التي يتوجهون إليها، فمن المدينة وفي المدينة قدم الخلفاء الراشدون والصحابة الأبرار من العطاء للانسانية ما لم يقدمه رجال في كل بقاع الأرض .. فالمثل الأعلى للدولة الاسلامية ـ بعد الرسول عليه السلام الموحى اليه ـ في الادارة والسياسية…