كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

457…
1 - يوم الجمعة، عيد أسبوعي
من المتفق عليه أن هذا اليوم كان يسمى ((العروبة)) فهل سمي ((الجمعة)) أيضا في الجاهلية؟ هناك أقوال في ذلك، ولكن الذي ترجحه الرويات المسندة، أن هذا الاسم إسلامي، والأقوى انه سمي ((الجمعة)) لاجتماع الناس فيه، وأن أول من جعله يوما لاجتماع المسلمين أهل المدينة، ويشهد لذلك ما رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن سيرين قال: ((جمع أهل المدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل أن تنزل الجمعة، فقالت الأنصار: إن لليهود يوما يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى كذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه، فنذكر الله تعالى، ونصلي ونشكره فجعلوه يوم العروبة، واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة، فصلى بهم يومئذ)).
ويشهد لهذا الخبر المرسل الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد حسن عن كعب بن مالك قال: كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صاى الله عليه وسلم المدينة، أسعد بن زرارة)).
وعليه فإن الصحابة اختاروا يوم الجمعة بالاجتهاد، ولا يمنع ذلك أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم علمه بالوحي وهو بمكة فلم يتمكن من إقامتها ولذلك جمع بهم أول ما قدم المدينة.
ومن ذلك التاريخ فان يوم الجمعة أول الأسبوع شرعا، وقد يسمى الأسبوع كله (جمعة)، وكانوا يسمون الأسبوع سبتا.

الصفحة 457