كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
458…
وجاء في الأحاديث والآثار تسمية يوم الجمعة عيداً، لما روى أحمد وأبو داود وابن ماجة والنسائي والحاكم، وصححه علي بن المديني: ((عن زيد بن أرقم، وسأله معاوية هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا، قال: نعم، صلى العيد أول النهار ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يجمع، فليجمع)) [عن مسند أحمد 4/ 372].
وفي [نيل الأوطار 3/ 282] عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون)).
وعن وهب بن كيسان قال: ((اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير .. )) الحديث [نيل الأوطار 3/ 282] وعن عطاء قال: اجتمع يوم الجمعة ويوم الفطر على عهد ابن الزبير فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد .. الحديث. [عن نيل الأوطار 3/ 282].
وكانوا يخصون يوم الجمعة بما يكون في يوم العيد من لباس حسن، وطيب وطعام؛ لما روى أبو داود عن ابن سلام أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر في يوم الجمعة: ((ما على احدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته)).
وروى أحمد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((على كل مسلم الغسل يوم الجمعة ويلبس من صالح ثيابه، وإن كان له طيب مس منه)) [عن نيل الأوطار 3/ 234] وجاء في قصة أسعد بن زرارة، وكونه أول من صلى الجمعة في المدينة قبل الهجرة النبوية أن المسلمين اجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم قبل الهجرة النبوية أن المسلمين اجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسموا الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم شاة فتغذوا وتعشوا منها. [نيل الأوطار 3/ 231].
وبوب البخاري في كتاب الجمعة باب قوله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)). وأورد فيه حديث سهل بن سعد في قصة المرأة التي كانت تطعمهم بعد الجمعة، وفيه قول سهل: ((وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك)) ونقل ابن حجر في الفتح [2/ 427] في تفسير الأمر من قوله…