كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
460…
2 - يوم العيد
روى النسائي بإسناد صحيح عن أنس قال: ((قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى)).
فكان يوما العيد يومي فرح وسرور ولعب، يباح فيهما اللعب والإنشاد، لما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا)). وفي رواية قال رسول الله: (دعهما)).
وروى البخاري أيضا عن عائشة: ((وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق (الترس) والحراب)).
ولبس الثياب الجديدة، أو لبس الثياب النظيفة، أو أحسن ما عند الإنسان من اللباس، كانت سنة متبعة: والأصل في ذلك الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب يوم الجمعة، لأنه يوم اجتماع المسلمين، وجاء في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته)).
…