كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
461…
وبوب البخاري في كتاب العيدين ((باب العيدين والتجمل فيه)) أي في العيد.
وروى ابن حجر في شرح الباب عن البيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
وقد وردت آثار تدل على وجود التهنئة في يوم العيد، ولكنها ليست قوية فقد نقل ابن حجر في [الفتح 2/ 446] عن ابن عدي من حديث واثلة أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فقال: ((تقبل الله منا ومنك، فقال: نعم، تقبل الله منا ومنك)).
قال: وفي إسناده محمد بن ابراهيم الشامي وهو ضعيف وقد تفرد به مرفوعا، وخولف فيه.
فروى البيهقي من حديث عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((ذلك فعل أهل الكتابين)).
قال ابن حجر: وإسناده ضعيف أيضا.
قال وروينا في ((المحامليات)) بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا التقوا يوم العيد يقول يعضهم لبعض: ((تقبل الله منا ومنك)).
فإذا صح هذا الخبر، فيكون هو الأصل في قول الناس اليوم: ((كل عام وأنتم بخير)) ولكن العبارة المأثورة أجمل، لأن فيها صيغة دعاء بقبول العبادة.
وكانت صلاة العيد تقام في أرض خلاء، في نواحي مسجد المصلى الذي يسمى اليوم ((جامع الغمامة)) وإنما أقيم المسجد في العصور المتأخرة.
ويشهد صلاة العيد ـ أو يحضر جمع المسلمين، الرجال، والنساء والصبيان وقد تشهده النساء الحيض أيضا ولا يصلين.
لما روى البخاري في كتاب العيدين عن حفصة بنت سيرين قالت: كنا ـ في البصرة ـ نمنع جوارينا أن يخرجن يوم العيد، فجاءت امرأة فنزلت قصر بني خلف ـ في البصرة ـ فأتيتها، فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة، فكانت أختها معه في ست غزوات، فقالت: فكنا نقوم على المرضى، ونداوي الكلمى، فقالت:…