كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
463…
3 - المرأة: المكانة، والعمل
(أ) مكانة المرأة في البيت:
اجتمع في المدينة الأنصار، وأكثرهم من الأوس والخزرج، والمهاجرون، وكثرتهم من أهل مكة القرشيين، وكان لكل قوم أخلاق وعادات اجتماعية تختلف عن عادات الآخرين، فكان لابد من التأثر والتأثير، ثم الاستقرار على خلق يجد من القرآن والسنة النبوية تعضيدا .. وهذا ما كان في أمر المرأة ومنزلتها الاجتماعية، أو منزلتها في بيت زوجها، بل منزلتها عند زوجها .. ويمثل منزلة المرأة عند أهل مكة، ومنزلتها عند أهل المدينة وما أستقر عليه الحال، القصة التالية التي رواها البخاري في مواضع متعددة من صحيحه [5191/ 5843] عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: ((لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) حتى حج وحججت معه، وعدل ـ أي مال عن الطريق ليقضي حاجته ـ وعدلت معه بأداوة فتبرز ثم جاء فسكبت على عليه منها فتوضأ، فقلت له: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: اللتان قال الله تعالى: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) قال: واعجباً لك يا ابن عباس: هما عائشة وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه، قال: ((كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الانصار، إذا قوم تغلبهم نساؤهم فطفق…