كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

464…
نساؤنا يأخذن من أدب نساء الانصار ـ وفي رواية أخرى: فلما جاء الإسلام، وذكرهن الله، رأين لهن بذلك عليتا حقا، من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا ـ فصخبت علي امرأتي فراجعنتي، فأنكرت ان تراجعني قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وان إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل، فأفزعني ذلك فقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن، ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة (ابنته) فقلت لها: أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم حتى الليل، قالت لها: نعم.
وفي القصة أن جاره الأنصاري طرق عليه الباب وأخبره أن رسول الله اعتزل أزواجه أو طلقهن، .. قال عمر: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال ـ نسيج ـ حصير، ليس بينه وبينه فراش، قد أثر الرمال بجنبه، متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف، فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم، يارسول الله، أطلقت نساءك؟ فرفع بصره، فقال: لا، فقلت: الله أكبر، ثم قلت وأنا قائم أستأنس: يارسول الله لو رأيتنا وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة، إذا قوم تغلبهم نساؤهم فيتبسم النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث)).
قال ابن حجر في الفتح [9/ 291]: وفي الحديث أن شدة الوطء على النساء مذموم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بسيرة الأنصار في نسائهم وترك سيرة قومه.
(ب) عمل المرأة:
1 ـ الأعمال البيتية، وما قد يكون من اختصاص الرجال، مما يتصل بالبيت، وبخاصة في العهد النبوي عندما كان جل الرجال مشغولين بالجهاد، ولم يكن المال موفورا للاستعانة بالخادم.
وقصة أسماء بنت أبي بكر، زوج الزبير بن العوام مثال لما كانت المرأة تقوم به من الأعمال البيتية.
حيث روى البخاري عن أسماء [ح 5224] قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض مال، ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه. فكنت أعلف فرسه وأستسقي الماء وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن الخبز، وكان يخبز جارات لي من…

الصفحة 464