كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

466…
رسول الله صلى الله عليه وسلم اتي بسبي، فأتته تسأله خادماً، فلم توافقه، فذكرت لعائشة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك عائشة له، فأتانا، وقد اخذنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم، فقال: على مكانكما، حتى وجدت برد قدمه على صدري، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، فان ذلك خير لكما مما سألتماه)) [رواه البخاري 3113].
وفي رواية ان رسول الله قال لهما: والله لا اعطيكم وادع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع، لا أجد ما أُنفق عليهم، ولكن ابيعهم وانفق عليهم اثمانهم)).
ومنهم من كان يختار الزوجة القادرة على الخدمة وإدارة شؤون البيت ويفضلها على غيرها.
فعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله، هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك! قال جابر: ((هلك ابي وترك لي تسع أخوات فكرهت ان اجمع اليهن جارية خرقاء مثلهن، ولكن امرأة تقوم عليهن و تمشطهن)).
وكان جابر قد تزوج امرأة ثيباً، وفضلها على البكر، لخبرة الاولى في العمل المنزلي.
وقد استفادوا من الخبر مشروعية خدمة المرأة زوجها ومن كان منه بسبيل من ولد وأخ وعائلة، ولا حرج على الرجل في قصده ذلا من امرأته، وان كان ذلك لا يجب عليها، لكن يؤخذ منه ان العادة جارية بذلك.
فلذلك لم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - التمريض: روى البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، نسقي، ونداوي الجرحى، ونرد القتلى الى المدينة)).
والأمثلة لذلك كثيرة: ففي السيرة النبوية لابن هشام، في قصة سعد بن معاذ، لما اصيب يوم الخندق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوه في خيمة رفيدة حتى اعوده من قريب، وكانت رفيدة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين. [2/ 239] وذكر القصة ايضاً ابن حجر في الاصابة نقلاً عن الادب المفرد للبخاري.

الصفحة 466