كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

471…
ينام فيه .. وكان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي ويرعاهاويفضلها وربما ولاها شيئاً من امر السوق (الإصابة).
ولكن قال ابن العربي في ((احكام القرآن)) عند قوله تعالى: (اني وجدت امرأة تحكمهم) ((وقد روي ان عمر قدم امرأة على حسبة السوق. ولم يصح، فلا تلتفتوا اليه وانما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث)).
ولكن وجه بعضهم قصة توليتها السوق انه في امر خاص يتعلق بأمور النساء.
لأن المرأة لا يتأنى لها ان تبرز الى المجالس وتخالط الرجال…
__________
= وقال عياض: ان الخصائص لا تثبت بالاحتمال، وثبوت العصمة مسلم، ولكن الأصل عدم الخصوصية، وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل.
وقال الدمياطي: ذهل كل من زعم ان ام حرام احدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة او من النسب وكل من اثبت لها خؤولة تقتضي محرمية لأن امهاته من النسب واللاتي ارضعنه معلومات، ليس فيهن الانصار البتة، سوى ام عبد المطلب، وهي سلمى بنت عمرو، بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر.
وام حرام: هي بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر المذكور فلا تجتمع ام حرام وسلمى الا في عامر بن غنم جدهما الأعلى، وهذه خؤولة لا تثبت بها محرمية، لأنها خؤولة مجازية وهي كقوله لسعد بن ابي وقاص ((هذا خالي)) لكونه من بني زهرة وهم اقارب امه آمنة، وليس سعد اخاً لآمنة من النسب ولا من الرضاعة.
واذا تقرر هذا، فقد ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم، كان لا يدخل على احد من النساء الا على ازواجه الا على ام سليم، فقيل له، فقال: أرحمها، قتل اخوها معي، يعني: حرام بن ملحان وكان قتل يوم بئر معونة.
قال ابن حجر: وقد انضاف الى ذلك كون انس خادم النبي صلى الله عليه وسلم وقد جرت العادة بمخالطة المخدوم خادمه وأهل خادمه، ورفع الحشمة التي تقع بين الاجانب عنهم.
وقال الدمياطي: على انه ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بام حرام، ولعل ذلك كان مع ولد او خادم او زوج او تابع. قال ابن حجر: وهو احتمال قوي، لكن لا يدفع الاشكال من اصله لبقاء الملامسة في تفلية الرأس، وكذا النوم في الحجر.
وأحسن الأجوبة: دعوى الخصوصية، ولا يردها كونها لا تثبت الا بدليل؛ لأن الدليل على ذلك واضح والله أعلم.

الصفحة 471