كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
472…
وتفاوضهم مفاوضة النضير للنضير، لأنها ان كانت فتاة حرم النظر اليها وكلامها وان كانت متجالة برزه لم يجمعها والرجال مجلس تزدحم فيه معهم.
فتكون خلاصة هذه الفقر: ان كانت عملت المرأة في التجارة، في صدر الإسلام، نفترض واحدة من الحلات التالية: الأولى: ان تشتري، او تشترى لها البضاعة وتبيعها الى النساء، وفي هذه الحال، تحمل بضاعتها وتذهب الى النساء في بيوتهن.
فقد جاء في الصحيح عن عائشة انها اخبرت رسول الله انها اشترت نمرقة فيها تصاوير فيحتمل ان تاجرة جاءت الى البيت فاشترت منها.
الثانية: ان تدير تجارتها وهي في بيتها بواسطة العبيد والموالي.
الثالثة: ان يكون ذلك في بداية الهجرة قبل ان يضرب الحجاب، لما ورد من اسباب اجلاء بني قينقاع عن المدينة.
قال ابن هشام: ((كان من امر بني قينقاع ان امرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست الى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ الى طرف ثوبها، فعقده الى ظهرها فلما قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهودياً ... الخ [2/ 48].
وكان حصار بني قينقاع في شوال من السنة الثانية.
* * *
…