كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

480…
ومنه الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة وهي تلعب ببنت مقضمة: هي لعبة من جلود بيض، ويقال لها: بنت قضامة بالضم والتشديد.
قال ابن بري: ولعبة أهل المدينة اسمها بنت قضامة، بضم غير مصروف، تعمل من جلود بيض.
والقضيم: النطع الأبيض، وقيل: من صحف بيض من القضيمة , وهي الصحيفة البيضاء.
* طيران الحمام: قال ابن عساكر في ((الأوائل)) أول منكر ظهر في المدينة حين فاضت الدنيا وانتهى سمن الناس طيران الحمام والرمي على الجلاهقات فاستعمل عليها عثمان رجلا من بني ليث سنة ثمان من خلافته، فقصها وكسر الجلاهات.
قال الجواليقي في ((المعرب)) الجلاهق: الذي يرمي به الصبيان، وهو الطين المدور المدملق يرمي به عن القوس.
فارسي، وأصلع بالفارسية ((جلاهة)) الواحدة: جلاهقة، والاثنتان: جلاهقتان.
وقال ابن دريد: الجلاهق: الذي يلعب به الصبيان، وهو البندق. وهي بندقة من طين يرمى بها عن قوس.
وفي ((الصحاح)) الجلاهق: البندق، ومنه قوس الجلاهق وأصله بالفارسية ((جله)) وهي ((كبة)) والكثير ((جلها)) وبه سمي الحائك.
وقال المحقق (ف. عبد الرحيم): بالفارسية ((جله)) كبة غزل. و ((جولاهه)) الحائك وبيدو أن الصبيان كانوا يستعملون كبة الغزل للرمي بها وهكذا أكتسب اللفظ معنى ((البندق)).
وربما كانت للعبة طيران الحمام، طرائق أخرى غير ما ذكر: فقد ذكر المصعب الزبيري في ((نسب قريش ص 427)) أن نوفل بن مساحق، كانت له ناحية من الوليد بن عبد الملك، وان الوليد يعجبه الحمام، ويتخذ له ويطيره، فأدخل نوفل بن مساحق عليه وهو عند الحمام، فقال له الوليد: إني خصصتك…

الصفحة 480