كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

486…
والأحكام الشرعية: لم تلغ العادات كلها، ولم تمنع من احداث اخلاق دنيوية جديدة، على شرط الا تتعارض مع النص الشرعي.
(والزواج): تحكمه النصوص الشرعية، والعادات الاجتماعية التي لا تتعارض مع النصوص الشرعية.
بل تحكمه احياناً عادات اجتماعية يكرهها الشرع والمؤرخ يتناول العادات المحمودة في الشرع، والعادات المكروهة على انها احداث واقعة في زمن معين ... ومن فوائد دراسة الزواج في التاريخ: انه يقدم لنا تفسيراً لاحوال المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، لاتصال الزواج الوثيق بهما: فالمهر كثرته وقلته، وولائم الزواج، والملابس، والكفاءة بين الزوجين وعادات زفاف العروس ... كل هذه تتغير بتغير الحال الاقتصادي وتتبدل بتبدل العوايد الاجتماعية.
ومن فوائد دراسة (الزواج) في التاريخ انه يقدم لنا تفسيراً لكثير من العادات التي تحكم حياتنا في الزواج، ولا نعلم بدايتها.
وسوف اتناول في هذه الفقرة بعض الجوانب من الزواج وتوابعه، مما يتصل بعاداته، وشعائره الاجتماعية.
1 ـ الفاظ ((الزواج)) النكاح:
يستخدم في هذا الباب عدد من الالفاظ تعد غالبا من باب ((الكناية)).
(أ) النكاح: هو اللفظ المستخدم في كتب الحديث والفقه، وتبوب الأبواب والفصول به.
وهو في ((اللغة)) الضم والتداخل.
ويستخدم في الوطء ويستخدم في ((العقد)) وقالوا: انه لم يرد لفظه، او ما اشتق منه الا للعقد في القرآن الكريم.
وهو في الشرع: حقيقة في العقد، ومجاز في الوطء وقيل هو مجاز في العقد، وحقيقة في الوطء.
ويستخدم منه: نكح: الثلاثي، ويتعدى الى مفعول واحد. و ((انكح)) ويتعدى الى مفعولين.

الصفحة 486