كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

487…
(ب) واما ((الزواج)): فهوز اسم مولد في العصر الحديث غالباً. وهو الاسم الشائع في الكتب والكتابات، وتداوله الالسنة.
وقلت: انه مولد في العصر الحديث لانني لم اجد من استخدمه في القرون السابقة فقد قرأت، كتاب النكاح في موطأ الامام مالك، المتوفى سنة 179 هـ وقرأت كتاب النكاح ـ في صحيح البخاري المتوفى سنة 256 هـ. وقرأت شرح صحيح البخاري، لابن حجر المتوفى سنة 852 هـ. وكتاب المرجانة الثانية في النساء وصفاتهن من كتاب العقد الفريد 7/ 88 ـ وما بعدها. والمؤلف ابن عبد ربه المتوفى سنة 328 هـ ...
لم اجد في هذه الكتب لفظ ((الزواج)) وقرأت مادة ((زوج)) في القاموس المحيط، ومختار الصحاح، فلم يذكرا هذا اللفظ.
وفي مادة ((زوج)) في اللسان، جاءت مرة واحدة في هذا السياق قال ابو حنيفة الدينوري: ((هاج المكاء للزواج)) يعني به السفاد.
والمعروف ان السفاد: نزو الذكر على الانثى، اذا كان من السباع والطير، والبعير والثور.
واستخدموا من مادة ((زوج)) زوّج، وتزوج، والتزوج، والتزويج. والزواج: من المفترض ان فعله ((زواج)) ليكون المصدر على وزن ((فعال)) بكسر الفاء، ولكن المنطوق به اليوم ((الزواج)) بفتح الزاي وليس له وجه في الصرف.
ولم اجد فعل ((زواج)) في اللسان، والقاموس، ومختار الصحاح ووجدتها في ((المعجم الوسيط)) فقال: زواجه، مزواجة، وزواجاً: خالطه وزواج بينهما قرن. وقال: الزواج: اقتران الزوج بالزوجة، او الذكر بالانثى. ويبدو ان اهل عصرنا، فروا من ((النكاح)) الى الزواج للتشابه بين مادة ((نكح)) ومادة (ن ا ك) المستقبحة، والله اعلم.
(جـ) الزفاف: وفعله ((زف)) والزفاف: نقل العروس من بيت اهلها الى بيت زوجها.
ويقال ايضاً: الزفة.

الصفحة 487