كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
493…
ويظهر أن الوليمة في كتب الحديث يراد بها طعام العرس بخاصة، ولكن لفظ الوليمة قد يطلق على غير طعام العرس مقيدا، أو مضافا.
لأن لفظ الوليمة مأخوذ من ((الولم)) وهو الجمع، وزنا ومعنى، لأن الزوجين يجتمعان أو اجتماع الناس فيه، لأن الوليمة لا تكون للزوجين، وإنما تكون للناس الذين يدعون إليها.
والاجتماع يحصل في كل دعوة إلى طعام .. وذكروا أن الولائم ثمانية، ولم ينسبوها إلى عصر، ويظهر أن أكثرها إسلامي وها هي الولائم:
1 ـ الإعذار: طعام الختان: روى الأمام أحمد في مسنده عن الحسن، أن عثمان بن أبي العاص الثقفي، دعي إلى ختان فأبى أن يجيب فقيل له , فقال: إنا كنا لا نأتي الختان على عهد رسول الله، ولا ندعى له.
وعثمان، توفي حوالي سنة 51 هـ.
ولعل الختان الذي دعي إليه في البصرة لأنه كان يسكنها.
فهل يكون الاحتفال بالختان بدعة ابتدعوها بعد العهد النبوي؟ أو أنه كان موجودا ولم يكن يدعى إليه الناس؟ ولكن ابن منظور نقل رجزا فيه ((الإعذار)) بمعنى طعام الختان ولم ينسبه، وهو:
كل الطعام نشتهي ربيعه الخرس والإعذار والنقيعة
.. ونقل أن الإعذار، مأخوذ من ((العذرة)) وهي قلفة الصبي.
وكأنهم شبههوها بعذرة البنت البكر، قبل الافتضاض.
ويسمى أيضا: العذار، والعذيرة، والعذير، كله طعام الختان.
2 ـ والخرس: بضم الخاء المعجمة وسكون الراء: الطعام الذي يصنع لسلامة المرأة من الطلق .. ويظهر أن الأصل في هذا الطعام , يصنع لتقوية المرأة، وتعويضها ما فقدته من دماء، إن كان هناك نزيف، فيأكل من حضر بعد الولادة للتهنئة بالسلامة منه.
3 ـ والنقيعة: الطعام الذي يصنع عند قدوم المسافر، مشتقة من النقع وهو الغبار، لأن المسافر يأتي وعليه غبار السفر، وقيل: النقيعة من اللبن إذا…