كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

494…
برد. والثاني عندي أقوى من الأول، لعل المسافر يسقونه اللبن بعد تبريده، في أول وصوله.
أما غبار السفر فإن المسافر يزيله عن نفسه إذا غسل وجهه أو توضأ.
الا إذا أرادوا أن ما يسقونه للمسافر يزيل غبار السفر من حلقه.
وقد بوب البخاري في كتاب الجهاد ((باب الطعام عند القدوم، وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه)).
وروى عن جابر ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ـ من إحدى غزواته ـ نحر جزورا أو بقرة)).
قال ابن بطال: فيه إطعام الإمام والرئيس أصحابه عند القدوم من السفر، وهو مستحب عند السلف، ويسمى النقيعة.
وأما قوله: ((وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه)) ذلك أن ابن عمر كان إذا سافر، أفطر، وإذا قدم صام إما قضاء إن كان سافر في رمضان وإما تطوعا إن كان في غيره، لكنه يفطر أول قدومه لأجل الذين يغشونه للسلام عليه والتهنئة بالقدوم.
فكان إذا قدم من سفر أطعم من يأتيه ويفطر معهم.
4 ـ العقيقة: اسم لما يذبح عن المولود في اليوم السابع: واختلف في اشتقاقها، فقيل: أصلها الشعر الذي يخرج على رأس المولود.
وسميت الشاة التي تذبح عنه في تلك الحالة عقيقة لأنه يحلق عنه ذلك الشعر عند الذبح.
وقيل: مأخوذة من العق وهو الشق والقطع، وسميت الشاة المذبوحة بذلك لأنها تعق مذابحها أي تشق وتقطع، وقيل: هي الشعر الذي يحلق.
وقيل: الشاة التي تذبح والشعر، كل منهمايسمى ((عقيقة)) يقال: عق يعق إذا حلق عن ابنه عقيقته وذبح للمساكين شاة.
ومن الشواهد لتسمية الشاة عقيقة حديث ((للغلام عقيقتان، وللجارية عقيقة)).
وتكون عقيقة بمعنى معقوفة.
وهناك شواهد لوجود العقيقة في الجاهلية، مما أخرج ابن حبان في صحيحه عن عائشة قالت: ((كانوا في الجاهلية إذا عقوا عن الصبي خضبوا قطنة بدم العقيقة، فإذا حلقوا رأس الصبي وضعوهاعلى رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:…

الصفحة 494