كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

495…
اجعلوا مكان الدم خلقا)). وروى ابو داود عن عند الله بن بريدة عن ابيه قال: ((كنا في الجاهلية .. )) فذكر نحو حديث عائشة لكن ورد خبر بإسناد ضعيف أن النبي صلى الله عيه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة .. [عن الفتح 9/ 595].
فاذا كان العق موجودا في الجاهلية، لماذا لم يعق عبد المطلب عن محمد صلى الله عليه وسلم، مع ان الروايات تذكر انهم فرحوا بمولوده؟ اذا صح الخبر، يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعاد العقيقة، ليذكر عليها اسم الله تعالى وكانوا في الجاهلية لا يفعلون ذلك.
والله اعلم.
5 ـ الوكيرة: للسكن المتجدد، مأخوذ من الوكر وهو الماوى والمستقر قال ابن منظور: الوكرة، والوكيرة، والوكرة ـ بفتحتين ـ الطعام يتخذه الرجل عند فراعه من بنيانه فيدعو اليه.
ولم اعرف له تاريخا لكنه أن كان جاهليا فسوف يكون مقصورا على اهل المدر , أي: اهل المدن والقرى والله أعلم.
6 ـ الوضيمة: طعام المأتم , وطعام المأتم نوعان: طعام السنة , وهو أن يصنع الناس طعاما ويرسلونه إلى اهل الميت , وشاهده: حديث ((اصنعوا لال جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم)) رواه الخمسة. وهناك الطعام المكروه, وهو ان يجتمع الناس عند أهل الميت بعد دفنه فيصنع أهل الميت طعاما للناس. ولم اعلم ان كانت هذه العادة جاهلية أم طارئة؟ ولكن يؤخذ من الاخبار أنها كانت موجودة في عهد الصحابة , لما روى الامام أحمد عن جرير بن عبد الله البجلي , الصحابي (توفي سنة 54 هـ) قال: ((كنا نعد الاجتماع الى أهل الميت , وصنعة الطعام بعد دفنها من النياحة)).
لكن جاء في ((منتقى الاثار)) قال عبد الرزاق: كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة في الجاهلية فقال عليه السلام: ((لا عقر في الاسلام)) [رواه أحمد وابو داود]. قال الخطابي: كان اهل الجاهلية يعقرون الابل على قبر الرجل الجواد , يقولون نجازيه على فعله لأنه كان يعقرها في حياته فيطعمها الأضياف فنحن نعقرها عند قبره حتى تأكلها السباع والطير، فيكون مطعما بعد مماته كما كان مطعما في حياته.

الصفحة 495