كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
501…
(ط) مقاييس الجمال، وأنواع زينة المرأة:
1 ـ لعل بعض عناصر الجمال في المرأة، يقدمها لنا الحديث، بل الخبر الذي رواه البخاري عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها ـ وفي البيت مخنث، فقال المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية: إن فتح الله لكم الطائف غدا، أدلك على ابنة غيلان: فانها تقبل باربع وتدبر بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخلن هذا عليكم)) [كتاب النكاح 5235].
ونقل ابن حجر في الفتح [9/ 334] رواية عن ابن اسحق يروي عن محمد بن إبراهيم التيمي: قال: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف مولى لخالته فاخته بنت عمرو، مخنث، يقال له ((ماتع)) يدخل على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون في بيته، لا يرى رسول الله أن يفطن لشئ من أمر النساء، مما يفطن له الرجال، ولا ان له أربة في ذلك فسمعه يقول لخالد بن الوليد: ياخالد، إن افتتحتم الطائف فلا تنفلتن منك بادية بنت غيلان بن سلمة الثقفي، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منه: لاأرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع، ثم قال لنسائه ((فلا تدخلن هذا عليكن)).
قال ابن حجر: المخنث، بكسر النون وبفتحها: من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك. فان كان من اصل الخلقة، لم يكن عليه لوم، وعليه ان يتكلف ازالة ذلك. وان كان بقصد منه، وتكلف له فهو المذموم. ويطلق عليه اسم مخنث سولء فعل الفاحشة او لم يفعل، وقال ابن حبيب: المخنث: هو المؤنث من الرجال، وان لم يعرف منه الفاحشة مأخوذ من التكسير في المشي وغيره.
قالوا: وقوله: ((تقبل بأربع وتدبر بثمان)) معناه ان أعكانها ينعطف بعضها على بعض، وهي في بطنها اربع طرائق ويبلغ اطرافها الى خاصرتها، في كل جانب اربع، ولإرادة العكن ذكر الأربع والثمان، فلو اراد الأطراف لقال: بثمانية.
…