كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

51…

__________
= شوقي ومقطوعة أحيحة ف الوزن؟ فكلتاهما من البحر المتقارب وهناك تشابه في مضمون بعض الأبيات ...فقال أحمد شوقي في وصف جمال النخلة ستة أبيات، فجمعها أحيحة في بيت واحد، حيث يقول:
هي الظل في الحر حق الظليل والمنظر الأحسن الأجمل
وقال في وصف فوائدها ثلاثة أبيات جمعها أحيحة في بيت، وهو قوله:
فعم لعمكم نافع وطفل لطفلكم يؤمل
وشبه شوقي النخلة بوصيفة فرعون في أبيات ستة، جمعها أحيحة في بيت واحد من مقطوعة فائية عندما قال:
معرورف أسبل جبارة أسود كالغابة مغدودف
فشبه النخلة وقد تدلى سعفها بحسناء قد أرخت قناعها .. وأنشد البغدادي في شرح أبيات المغني لغير أحيحة؛ يصف النخلة 133/ 6:
لنا لقحة لم تغد يوماً بناتها إذا بركت في مبرك لم تحول
لها أخوات حولها من بناتها صوادي لم تحلل ببيداء مجهل
قيام حوالي فحلها وهو قائم تلقح منه وهو عنها بمعزل
وقال آخر:
إن لنا من مالنا جمالاً من خير ما تحوي الرجال مالا
نحلبها غزراً ولا بلالاً بهن لا علاً ولا نهالاً ينتجن كل شتوة أحمالاً
... أما قوله إن الكتب عطل من وصف النخلة، أو من ذكرها .. فهو باطل، لأن النخل والنخلة، ورد ذكرهما في القرآن في عشرين موضعاً، في سياق نعم الله على عباده .. وجاء ذكر النخيل، والتمر في مواضع متعددة من الحديث الشريف .. ورفع رسول الله مقامها عندما شبهها بالمسلم في الحديث الذي رواه البخاري في كتاب العلم عن ابن عمر ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله قال: هي النخلة)). قال ابن حجر في [الفتح 145/ 1] ووجه الشبه بين النخلة والمسلم من جهة عدم سقوط =

الصفحة 51