كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

513…
يوم الجمعة , تنزع اصول السلق , فتجعله في قدر , ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها فتكون اصول السلق , عرقه ـ أي يقوم مقام اللحم ـ وكنا ننصرف من صلاة الجمعة , فنسلم عليها , فتقرب ذلك الطعام الينا , فنلعقه , وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك)) [البخاري 938].
قلت: ونحن اليوم ـ نجمع بين السلق , والعدس , ليس عليهما الا الزيت , فاذا نضج نفت فيه الخبز , فيكون من ألذ أنواع الطعام ... * التلبينة: روي عن عائشة , أنها كانت أذا مات الميت من اهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن , الا اهلها وخاصتها , أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت , ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت: كلن منها , فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن)).
والتلبينة: حساء يعمل من دقيق أو نخالة , ويجعل فيه عسل , أو لبن وسميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها.
* الثريد: جاء في الحديث الصحيح: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
والثريد: أن يثرد الخبز , أي يفت بمرق اللحم , وقد يكون معه اللحم.
ومن أمثالهم ((الثريد أحد اللحمين)).
وهو مايسمى اليوم ((الفت)) والفت اذا اطلق، اريد به الخبز المفتوت في مرق اللحم.
فاذا كان غير ذلك، فإنه يقيد، فيقال ((فتة حمص)) ويقال ((الفتوش)) لما يفت في مادة السلطة.
* القديد: عن عبد الرحمن بن عابس عن ابيه قال: قلت لعائشة: أنهى النبي صلى لله عليه وسلم ان تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث؟ قالت ((مافعله الا في عام جاع الناس فيه، فأراد ان يطعم الغني والفقير وان كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة)) .. ويأكلونه قديداً وهو اللحم المملوح المجفف في شمس ... …

الصفحة 513