كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

52…

__________
= الورق، ما رواه الحارث بن أبي أسامة في هذا الحديث من وجه آخر عن ابن عمر، ولفظه ((قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: إن مثل المؤمن كمثل الشجرة لاتسقط لها أنملة، أتدرون ماهي؟ قالو: لا، قال: هي النخلة، لا تسقط لها أنملة ولا تسقط لمؤمن دعوة)) وقع عند المصنف في ((الأطعمة)) من طريق الأعمش قال: حدثني مجاهد عن ابن عمر قال: ((بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتي بجمار، فقال: إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)).
قال ابن حجر: وهذا أعم من الذي قبله، وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها مستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع، إلى أن تيبس، تؤكل أنواعاً، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها، حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال، ونفعه مستمر له، ولغيره حتى بعد موته.
وبوب البخاري في تفسير سورة إبراهيم من كتاب التفسير ((كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين)).
وروى عن ابن عمر ((كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أخبروني بشجرة، تشبه، أو كالرجل، المسلم لا يتحات ورقها، ولا، ولا، ولا، تؤتي أكلها كل حين .. )) الحديث.
وفيه أنها النخلة. وقوله: ولا .. ثلاث مرات .. وقالوا في تفسيره: ولا ينقطع ثمرها ولا يعدم فيؤها، ولا يبطل نفعها.
وبعد: فإننا لو جمعنا ما جاء في القرآن وتفسيره عن النخلة، وما جاء في كتب الحديث، لكان مجلداً كبيراً، بله ما جاء في الشعر من مقطوعات، أو أبيات مفرقة .. مما يدل على أننا خدعنا زمناً بإمارة شوقي على الشعر، .. فأحمد شوقي، يجهل تاريخ وجغرافية بلاد العرب، فكيف يكون أميراً على شعراء العرب. وقد مر بنا قبل هذه السقطة، ضربه المثل للجدب ببلاد الحجاز. وقد أردت من هذا أن أقول: إن بعض من لقبوا (شعراء وأدباء النهضة) أشاعوا مفهومات كاذبة عن بلاد العرب كان سببها اعتمادهم على ثقافة السماع دون المشاهدة.

الصفحة 52