كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

53…
3 ــ سكان يثرب
أولا: نستطيع هنا أن نقرر ما يأتي:
(أ) ليس في القرآن الكريم، والحديث النبوي الصحيح، تصريح أو تلميح أو إشارة إلى الزمن الذي عمرت فيه ((يثرب)) بالسكان، وليست هناك إشارة إلى أقدمية قوم بالسكنى .. فلم يرسل إلى أهل يثرب نبي لنعرف تاريخه، ولم تحصل في يثرب كائنة كبرى نؤرخ بها، والقرآن والحديث، هما أصل الأخبار عندنا، وما جاء في غيرهما من الأخبار عن الأمم الماضية، فهو كهانة وظن وتخمين، قد يصح وقد يكذب، بل هو إلى الكذب أقرب، لأنه من إبداع أهل القصة.
(ب) لم تكتشف آثار حجرية مكتوبة، لنعتمدها في ترجيح الآراء.
(جـ) جل أخبار سكان المدينة قبل الإسلام، منقول عن ثلاثة من رواة الأخبار الكذابين: وهم ابن زباله، وأبو المنذر الشرقي، وابن الكلبي.
(د) ليست عندنا رواية تحدد زمن هجرة الأوس والخزرج إلى المدينة بل ليس عندنا دليل قاطع على أن هجرتهم كانت بعد خراب سد مأرب (1).

__________
(1) الذي ثبت بالقرآن أن هجرة كانت من اليمن بعد خراب سد مأرب، ولكننا لا نملك رواية مسندة أن الأوس والخزرج هم الذين هاجروا إلى المدينة بعد خراب السد، فقصة هجرة الأوس والخزرج إلى المدينة يرويها أهل الأنساب، وروايات هؤلاء ظنية، وليست يقينية.

الصفحة 53