كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

55…الزبير بن بكار أن قحطان من ذرية إسماعيل وأنه قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل.
ومهما قالوا في تأويل معنى ((الأبوة)) بأنها من ناحية الأمهات، لأن العدنانية والقحطانية قد اختلطوا بالصهارة، فغن صرف ((الأبوة)) إلى جهة الآباء هو الأولى، لأنه ظاهر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يصرف ظاهر الحديث ومنطوقه بروايات النسابين التي لا تعتمد على رواية متصلة موثوقة.
(ب) جاء في صحيح البخاري حديث أبي هريرة في قصة إبراهيم عليه السلام، وسارة مع الملك الجبار، أن الملك أهدى سارة هاجر، أو أخدمها هاجر وقال أبو هريرة في ختام الحديث، يخاطب الأنصار، تلك أمكم يا بني ماء السماء [الفتح 338/ 1].
وماء السماء، هو عامر ولد عمرو بن عامر بن بقيا بن حارثة بن الغطريف، وهو جد الأوس والخزرج، قالوا: سمي بذلك لأنه كان إذا قحط الناس أقام لهم ماله مقام المطر.
وإثبات أمومة هاجر أم إسماعيل للأوس والخزرج، يدل على أنهم من ولد إسماعيل.
وقد أول المفسرون الرواية تأويلات كثيرة، لصرفها عن ظاهرها، ولصرف نسبة الأوس والخزرج إلى إسماعيل .. ولكن التأويلات صرفت الرواية إلى المعاني المجازية، وصرفها إلى الحقيقة أولى، وبخاصة أن في نسب الأوس والخزرج من يسمى ((ماء السماء)).
(جـ) ومن المشهور أن خزاعة، من ولد عمرو مزيقاء، وهو جد الأوس والخزرج ويقولون إنهم خرجوا جميعاً من سبأ، بعد خراب سد مأرب، وإنهم سكنوا بطن مر، بالقرب من مكة، حيث يزعمون أن كاهنهم قال: ومن كان منكم ذا جلد وبصر وله على أزمات الدهر، فليحلق ببطن مر، فسكنته خزاعة.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، أبو خزاعة)) [الفتح 547/ 6]. وهذا يؤيد أن خزاعة من مضر. ومضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن اسماعيل وقلنا: إن خزاعة من نصر؛…

الصفحة 55