كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
61…كان فيهم من الحمية، ولطلب تسهيل فهم المراد.
وعقد السيوطي في كتاب ((الإتقان)) باباً بعنوان ((فيما وقع في القرآن بغير لغة الحجاز)) انظر [175/ 1].
وذكر السيوطي عدداً من الألفاظ بلغة أهل اليمن.
ونقل ابن منظور: ((وفي حديث المبعث قال الملك لما شق بطنه، ايتني بالسكينة، وهي لغة في السكين .. )) وفي حديث أبي هريرة ((إن سمعت بالسكين إلا في هذا الحديث، ما كنا نسميها إلا المدية)).
وقوله ((إن سمعت)) أي: ما سمعت .. وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة يوم وفد عليه في خيبر: ((أعطني السكين، فلم يفهم أبو هريرة، وأعادها رسول الله مرات، فلما أشار إليها قال أبو هريرة: المدية تريد؟)).
والمعروف أن أبا هريرة دوسي من اليمن (في جنوب الجزيرة) وقد بقيت لغة أهل اليمن على شيء من الاختلاف عن لغة قريش في العصر الإسلامي فقال أبو عمرو بن العلاء (ـ 154 هـ) يرد على من يروي أشعار عاد وثمود: ((ما لسان حمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا، فكيف بما على عهد عاد وثمود))، [طبقات الفحول 11/ 1].
2 - وقالوا: إن سيل العرم كان قريباً من زمن عيسى عليه السلام، وإذا كانت هجرة الأوس والخزرج بسبب انهدام السد، فإن نزولهم المدينة يكون قريباً من عهد عيسى عليه السلام، وبين عيسى ومحمد عليه الصلاة و السلام، ما يقارب خمسمائة سنة.
3 - وقد وصلنا شعر لأحيحة بن الجلاح المتوفى حوالي سنة 150 قبل الهجرة، ويكون قد عاش في القرن الثاني قبل الهجرة النبوية، وليس ما وصلنا من الشعر، هو كل ما قاله العرب، وليس الشعر محدوداً بزمن أحيحة بن الجلاح، فلا بدَّ أن شعراء قبله قالوا شعراً، ولم يصلنا .. نقل ابن سلام عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير .. قال: ومما يدل على ذهاب الشعر وسقوطه، قلة ما بقي بأيدي الرواة المصححين، لطرفة وعبيد،…