كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

64…وشرقي بن قطامي: (الوليد بن الحصين) .. ضم إليه المنصور المهدي ليأخذ من أدبه.
نقل ابن حجر في ترجمته ((له نحو عشرة أحاديث فيها مناكير)).
وقال إبراهيم الحربي: شرقي: كوفي , تكلم فيه , وكان صاحب سمر .. وقال اليوسفي: كان كذابا.
وروى شرقي عن عمر بن الخطاب: أنه كان يبيت من وراء العقبة (1).
فقال شعبة: حماري وردائي للمساكين إن لم يكن شرقي كذب على عمر ... وينقل عن هذين أكثر المتأخرين دون تحقيق في السند والمتن: أما السند: فلأنه لا سند عند الرواة , ومن أين لابن زبالة , وشرقي , سند يوصل أخبارهم إلى ما قبل الهجرة , بعشرة قرون؟.
وأما المتن: فلأن المؤلفين القدماء كانوا يرون في أخبار المدينة قبل الإسلام مما تجوز روايته على الظن , لأنها لا تتعلق بالأحكام الشرعية , ولذلك كانوا يجمعون ويلخصون وينقلون كل ما وقع نظرهم عليه من الأخبار , ويكون للحدث الواحد أخبار وروايات متعددة , ولعلهم يقولون: إن لم يصدق خبر صدق خبر آخر .. وعلى هذا المنوال , سار كل من ألف في تاريخ المدينة النبوية أو نقل أخبارها في أماكن من مؤلفاته , وينقل اللاحق عن السابق , والمتأخر عن المتقدم , ثم تجتمع في مجلدات كبيرة.
وقد طبعت هذه المؤلفات , وتداولها الناس في العصر الحديث على أنهار أخبار صحيحة , وانكب المؤلفون على الاقتباس منها , والاستشهاد بما فيها من القصص والأسمار , وبنوا عليها أحكاما تاريخية.
(ب) وعندما فعل القدماء ما فعلوا في تآليفهم , كانوا مدفوعين بالنية…
__________
(1) العقبة: هي العقبة التي بويع فيها النبي صلى الله عليه وسلم , وهي عقبة منى , ومنها ترمي جمرة العقبة.
وهي مدخل منى من الغرب وحده الغربي.

الصفحة 64