كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
68…
7 - ولذلك فإن الخبر لايصح متناً ولا سنداً، وبناءً عليه يبطل الحكم بأن اليهود أول من سكن المدينة؛ لأن الخبر من الإسرائيليات الكاذبة، أو من اختراع أهل القصة.
الخبر الثاني: أسند ابن زبالة عن مشيخة من أهل المدينة، قالوا: كان ساكن المدينة في سالف الزمان، صعل، وفالج، فغزاهم داود عليه السلام، وأخذ منهم مئة ألف عذراء، قالوا: وسلط الله عليهم الدود في أعناقهم فهلكوا، وبقيت امرأة منهم تعرف بزهرة .. فأرادت الخروج إلى بعض تلك البلاد، فلما دنت لتركب غشيها الدود، فقيل لها: إن لنا رادوداً يغشاك، فقالت: بهذا هلك قومي ...
1 - ابن زبالة، كذاب، لاتنقل عنه الأخبار، وإنما تنقل عنه القصص والأسمار.
2 - قال: عن مشيخة من أهل المدينة .. ولم يسمهم، ولو سماهم ما صحت أخبارهم لأنهم لم يرفعوا أسانيدهم إلى مصدر موثوق.
3 - لم تذكر المصادر التاريخية أن داود عليه السلام غزا الحجاز.
4 - قوله: ((وأخذ منهم مئة ألف عذراء لايصح، لأن سكان بقعة يثرب في ذلك الزمان لن يبلغوا من الكثرة، بحيث يؤسر منهم مئة ألف عذراء، ولن تجد في سكان المدينة في زماننا ـ وقد زادوا أضعافاً مضاعفة ـ مئة ألف عذراء، هذا إذا عرفنا أن الاسر لايشمل العذراوات فقط، وإنما يشمل أيضاً الرجال المحاربين .. وإذا أضيف هؤلاء إلى العذراوات، فإن داود عليه السلام يكون قد أسر حوالي مئتي ألف انسان من أهل بقعة يثرب، وأنى لداود الجيش الذي يقدر على ذلك، وقد قالوا: إن عدد سكان مملكته في أوسع أدوارها لم يتجاوز نصف مليون إنسان ... 5 - فالقصة لا تصح ولعل واضع القصة، قد ذكر ((مئة ألف عذراء)) …