كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

69…اعتماداً على القصة الكاذبة التي يتناقلها أهل الكتاب عن حب داود للنساء، وكونه قتل قائد جيشه، ليتزوج امرأته .. وهي قصة ملفقة لا يجوز ذكرها في سيرة النبي داود عليه السلام.
الخبر الثالث: أسند ابن زبالة عن عروة بن الزبير .. أن موسى عليه السلام، لما أظهره الله على فرعون بعث بعثاً إلى الشام فأهلك من كان بها من الكنعانين وبعث بعثاً آخر إلى الحجاز للعماليق وأمرهم أن لايستبقوا أحداً منهم بلغ الحلم .. فجاؤوا إلى الحجاز وقتلوا ملك العماليق الأرقم بن أبي الأرقم وأصابوا ابناً له، وكان شاباً من أحسن الناس، فلم يقتلوه، فعادوا إلى حيث موسى عليه السلام، فوجدوه قد قبض .. فلما عرف بنو اسرائيل خبرهم منعوهم من دخول البلاد لأنهم عصوا أمر نبيهم، فعادوا وعاشوا في المدينة ...
1 - ابن زبالة، كذاب، يروي الكذب عن الموثوقين، وابن زبالة، لم ير عروة ولم يرو عنهم ...
2 - قوله: إن موسى، أو جيشه، أهلك من كان بالشام من الكنعانين، لا يصح في التاريخ لأن موسى عليه السلام توفي ولم يستطع وقومه أن يدخل إلى فلسطين، وإنما دخلها اليهود بقيادة يوشع بعد موسى عليه السلام ولو كان أهلك الكنعانيين ما تأخر عن دخول فلسطين، وقد جبن اليهود عن دخول فلسطين وتقاعسوا عن الحرب معه، ولذلك ضرب عليهم التيه في سيناء أربعين سنة.
3 - وبناءً على ما سبق، لا يصح أن موسى أرسل بعثاً إلى الحجاز ليقتل العماليق لأن الأمر الإلهي ينص على التوجه إلى الأرض المقدسة، فلسطين.
ولم يتمكن بعد من تحقيق هذا الهدف، فكيف يرسل جيوشه لمحاربة العماليق في الحجاز؟ ورسالة الأنبياء قبل محمد عليه السلام كانت خاصة بأقوامهم، ولم يرسل موسى إلى أهل جزيرة العرب، أو الحجاز وإنما أرسل…

الصفحة 69