كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

7…
محصورة في المدينة النبوية , ولكن المدينة لها منها النصيب الأوفر , ولأن هذه المعالم- البعيدة عن المدينة - كان من أسباب دخولها في المعالم الأثيرة , أنها كانت نهاية رحلة من الرحلات الأثيرة ابتدأت من المدينة ... وكان مؤلفو السيرة , ومحققو الحديث النبوي في العصر الحديث يعتمدون على ما جاء في كتب الأقدمين في تحديد المعالم.
وكثير من تحديدات القدماء فقدت مدلولها في العصر الحديث , للتغيرات الجغرافية الجديدة , ولغموض مدلولات مقاييس المسافات القديمة .. ولذلك اجتهدت في جمع أكثر هذه المعالم في كتاب , لتقديم التعريف المناسب لمفهوم العصر الحديث.
وجاء الكتاب الرابع ((الإمام محمد بن شهاب الزهري)) في وقت اقترب فيه الأعداء من مركز الدائرة , وطعنوا في الحديث النبوي , واتخذوا من رواة الحديث - بعد عهد الصحابة - وسيلة للطعن.
والثابت أن المدينة دار الحديث , ومنها انتقل إلى الآفاق , إلى أهلها كان العلماء يشدون الرحال لسماع الحديث , وقلما رحل واحد من أهل المدينة إلى الأقاليم الأخرى لطلب الحديث كان ذلك في عهد الصحابة , وفي عهد التابعين وتابعيهم إلى زمن التأليف والتدوين.
فكان لابد من إصلاح مفهومات ودفع مفتريات.
وقد سبقني إلى الدفاع عن الحديث النبوي أعلام لم يقصروا , ولكنهم تناولوا الحديث والسنة بعامة وتناولت جانب الرواية , ممثلا في علم من أعلام الحديث في عهد صغار التابعين.
هذه هي قصة البداية في تاريخ المدينة ... أما كتاب ((المدينة النبوية فجر الإسلام , وعصر الخلفاء الراشدين)) فكان من دواعي تأليفه: أنني أردت أن أربط الفروع بالأصول , وأن يكون للموضوعات السابقة نسب يصلها بالشرف الأعلى في فجر الإسلام , ولتكون فروعا من شجرة المدينة النبوية التي استظل المسلمون في ظلالها منذ فجر الإسلام , وما زالوا.
وأرجو _ إن أمد الله في الأجل _أن أجلو المراحل التالية من تاريخ هذه الدوحة المباركة , بالصورة التي رضي عنها البحث العلمي للتأريخ.
وأن لم يكن في…

الصفحة 7