كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

72…أولاً: لقد دخل يعقوب مصر مع ولده الأسباط وأولادهم، حين ذهبوا إلى يوسف، وكان عددهم سبعين نفساً.
ثانياً: إن الذي بين موسى وإسرائيل (يعقوب) عليهما السلام أربعة آباء فهو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب.
ثالثاً: وكان مقامهم بمصر إلى أن خرجوا مع موسى إلى التيه مئتين وعشر سنوات ويبعد أن يتشعب النسل في أربعة أجيال إلى مثل العدد الذي يذكرونه لعدد بني إسرائيل.
رابعاً: لقد بلغت مملكة اليهود في أيام سليمان عليه السلام عنفوان قوتها واتساعها ومع ذلك، فإن الذي ثبت في الإسرائيليات أن جنود سليمان كانت اثني عشر ألفاً، وكانت خيوله ألفاً واربعمائة فرس .. مع أنه كان بين سليمان ويعقوب أحد عشر أباً ... [انظر مقدمة ابن خلدون ص 8].
(د) ونخرج من دراسة الأخبار السابقة بالحكم، بأن نزول اليهود في المدينة لم يكن زمن موسى، ولا زمن داود، وابنه سليمان، ولم يكن أيام بختنصر .. قلت: ولم يكن أيام بختنصر، مع شهرة هذا الحدث من حياة اليهود، لأن بختنصر، لم يترك لهم حرية الهجرة، لأنه أسر منهم خمسين ألف رجل، وحملهم إلى بلاده بابل، ولم يعودوا إلا عام 538 ق.
م عندما استولى كورش على بابل.
أما الكوارث الكبرى التي حاقت باليهود وأجبرتهم على الهجرة فهي ثلاث:
الأولى: سنة 70 م، عندما استطاع طيطوس الروماني فتح القدس، وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس.
الثانية: سنة 135 م عندما استطاع هدريان الروماني أن يقضي على ثورة بركوكب ونكل باليهود، ومنعهم من دخول القدس والسكن فيها، والدنو منها، وسمى المدينة المقدسة ((إيلياء)) وهو الاسم الذي عرفه المسلمون عند الفتح،…

الصفحة 72