كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

75…
قلنا لهم:
فإن كنتم صادقين، فأي حاجة بكم إلى أن يوصيكم بالإيمان بشموائيل وأنتم تقولون إنه لم يأتي بزيادة ولا بنسخ؟ أأشفق من أن لا تقبلوه.
إنه إنما أرسل ليقوي أيديكم على أهل فلسطين وليردكم إلى شرع التوراة ومن هذه صفته فأنتم أسبق الناس إلى الإيمان به، لأنه إنما يخاف تكذيبكم لمن ينسخ مذهبكم ويغير أوضاع ديانتكم، فالوصية بالإيمان به مما لا يستغني مثلكم عنه.
ولذلك لم يكن لموسى حاجة أن يوصيكم بالإيمان بنبوة أرمياء وأشعيا وغيرهما من الأنبياء.
وهذا دليل على أن التوراة أمرتهم في هذا الفصل بالإيمان بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وأتباعه.
وأما الإشارة إلى اسم محمدصلى الله عليه وسلم في التوراة، فقال السموأل: قال الله تعالى في الجزء الثالث من السفر الأول من التوراة مخاطباً ابراهيم الخليل عليه السلام: ((وأما إسماعيل فقد قبلت دعاءك ها أنا قد باركت فيه واثمره وأكثره جداً جداً)).
وجاءت كلمة ((جداً جداً)) في العبرية بلفظ ((بماد ماد)) وهذه الكلمة إذا عددنا حساب حروفها بالجمل كان اثنين وتسعين، وذلك عدد حروف اسم محمد صلى الله عليه وسلم فإنه أيضاً اثنان وتسعون.
وهذه الموازنة: بماد ماد: ب = 2+م = 40 +أ = 1+د = 4 = 47 م =40 + أ = 1 + د = 4 =45.
و 47 + 45 = 92.
ومحمد: م = 40 + ح = 8 +م = 40 + د = 4 =92.
قال: و إنما جعل ذلك في هذا الموضوع ملغزاً، لأنه لو صرح به لبدلته اليهود أو أسقطته من التوراة كما عملوا في غير ذلك.

الصفحة 75