كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
78…وقال عمرو بن معد يكرب يذكر شجاعته:
لما رأيت نساءنا يفحصن بالمعزاء شدا
وبدت لميس كأنها بدر السماء إذا تبدى
نازلت كبشهم ولم أر من نزال الكبش بدا
.. وكيف نصدق قصة تروى بصور متعددة، تختلف فيها الأحداث، والأشخاص والأماكن، والأزمنة، ولم تسند إلى مصدر موثوق، ومن أين يأتي الصدق إلى قصة موغلة في القدم، إذا لم يذكرها القرآن، ولم ترد في حديث صحيح أو ضعيف؟.
1 - فالذين يروون القصة: ابن زبالة عن مشيخة من أهل المدينة!! ورزين عن أبي المنذر الشرقي .. وياقوت الحموي بلا إسناد.
والفيروزآبادي عن ياقوت الحموي، وروايات اخرى لم تنسب إلى كتاب .. ونقل السمهودي هذه الروايات على أنها صحيحة، أو أن بعضها صحيح .. والحق أن كل ماروي حول القصة لا يصح، لأن الزمن الفاصل بين زمن أحداث القصة المزعومة وزمن الرواة، يصل إلى مئات السنين، وكيف يتداول الناس قصة غير مكتوبة مئات السنين، ولا يدخلها الكذب؟.
2 - وهذه روايات القصة لتعرف مدى التباين بينها:
الأولى: قال ابن زبالة ((وكانت لاتهدى عروس بيثرب من الحيين الأوس والخزرج حتى تدخل على الفطيون فيكون هو الذي يفتضها قبل زوجها .. فتزوجت اخت مالك بن العجلان رجلاً من قومها، فبينا مالك في نادي قومه إذ خرجت أخته فضلاً، فنظر إليها أهل المجلس فشق ذلك على مالك فدخل فعنفها وأنبها، فقالت: ما يصنع بي غداً أعظم من ذلك، اهدى إلى غير زوجي .. فلما أمسى مالك اشتمل على السيف ودخل على الفطيون متنكراً مع النساء، فقتل الفطيون وانصرف إلى دار قومه .. ثم بعث إلى من وقع بالشام من قومهم،…