كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

79…يخبرونهم بحالهم ويشكون إليهم غلبة اليهود وكان رسولهم الرمق بن زيد الخزرجي وكان قبيحاً دميماً شاعراً بليغاً فقدم على أبي جبيلة، وأخبرهم بما جاء به، وأنشده من شعره فتعجب من شعره وبلاغته وقبحه ودمامته وقال: عسل طيب في وعاء خبيث، فقال الرمق: أيها الملك إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه، لسانه و قلبه، فقال: صدقت، وأقبل أبو جبيلة في جمع كثير لنصرة الأوس والخزرج.
وفي القصة من نواحي الضعف ما يلي:
1 - الراوي ابن زبالة، بدون سند.
2 - قوله فتزوجت اخت مالك بن العجلان .. الخ يدل على أن مالك ابن العجلان لم يكن عارفاً بما يحدث لفتيات قومه وأنه فوجئ بما حدث لاخته مع أن الأمر كان يحدث ـ كما زعم ـ زمناً طويلاً.
3 - سكوت الأوس والخزرج على هذه الحال مدة طويلة لا يصح.
4 - تنكر مالك بن العجلان في زي النساء، لا يصح، ولا يتفق مع ذكروا من شجاعته وفروسيته.
5 - لم يستنفر مالك بن العجلان الأوس والخزرج قبل الاستنجاد بعرب الشام.
فلم يكن الأوس والخزرج على حال من الضعف والذلة بحيث يعجزون عن أقل أنواع المقاومة.
6 - قالوا: إن أبا جبيلة من الخزرج ... وقالوا: من ولد جفنة بن عمرو بن عامر وقالوا: إن أبا جبيلة غساني من الخزرج .. وهذا الاختلاف في نسبه يجعله أقرب إلى الخيال.
7 - ليس في ملوك الغساسنة من يسمى أبا جبيلة.
8 - كيف يغضب مالك لرؤية اخته متبذلة، ولا يغضب لأن اخته تزف إلى غير زوجها؟.

الصفحة 79