كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

80…الرواية الثانية: نقل رزين عن الشرقي ما يقتضي أن مالك بن العجلان هو الذي توجه بنفسه وأن ماذكر من سيرة الفطيون في افتضاض الأبكار إنما كانت في غير الأوس والخزرج وأنه أراد أن يسير فيهم بذلك، فقتله مالك بن العجلان .. وفي الرواية أن مالك بن العجلان كان غائباً فخرجت اخته تطلبه .. قال وجاء أبو جبيلة بجيش كبير , ونزل في طرف المدينة، وخرج إليه أشراف بني إسرائيل فأمر لهم بطعام حتى اجتمعوا فقتلهم جميعاً فلما فعل ذلك صار الأوس والخزرج أعز أهل المدينة ... وهذه الرواية تدل على أن الفطيون لم ينل من بنات الأوس والخزرج، وهو مايتفق مع أحوال العرب الاجتماعية.
الرواية الثالثة: أن مالك بن العجلان لما قتل الفطيون قصد اليمن إلى تبع الأصغر فشكى إليه ما كان الفطيون يسير فيهم .. فجاء تبع إلى المدينة وأذل اليهود.
الرواية الرابعة: ذكر ابن قتيبة في ((المعارف)) مجئ تبع الأصغر إلى المدينة، ولم يذكر فيها قصة الفطيون، وإنما قال: فأتاه قوم كانوا وقعوا إلى يثرب ممن خرج مع عمرو مزيقاء، فشكوا اليهود وذكروا سوء مجاورتهم، ونقضهم الشرط الذي شرطوه لهم عند نزولهم .. فأحفظه ذلك فصار إلى يثرب ونزل في سفح أُحد وبعث إلى اليهود فقتل منهم 350 رجلا صبراً، وأراد خرابها، فقام إليه رجل من اليهود، وأخبره أن هذه القرية ستكون مهاجر نبي من ولد إسماعيل يخرج من مكة، فكف تبع ثم رجع إلى اليمن ومعه حبران من يهود، ودان بدينهما وآمن بموسى.
وفي القصة من الضعف، أنه أراد أن يخرب يثرب، فنهاه اليهودي عن ذلك .. وكيف يقتل من اليهود من قتل ثم يسمع إلى مشورة أحدهم؟ ثم إن خراب يثرب يضر بالأوس والخزرج الذين استنجدوا به، وكان الواجب أن يضم أموال اليهود إلى الأوس والخزرج.

الصفحة 80