كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
81…الرواية الخامسة: ونقل ياقوت الحموي أن القصة حصلت في طسم وجديس باليمامة فقال: إن طسماً وجديساً أقاموا باليمامة وكثروا بها حتى ملكوا عليهم عمليق الطسمي، وكان جباراً غشوماً .. وأمر ألا تزوج بكر من جديس حتى تدخل عليه فيكون هو الذي افترعها، ولقوا منه ذلاً، حتى زوجت منهم اخت الأسود بن غفار سيد جديس، وكان جلداً، فلما كانت ليلة الإهداء خرجت والقيان حولها لتحمل إلى عمليق وهن يقلن:
أبدي بعمليق وقومي فاركبي وبادري الصبح بأمر معجب
فسوف تلقين الذي لم تطلبي وما لبكر دونه من مهرب
ثم دخلت على عمليق فافترعها، وقيل: كانت أيدة فامتنعت عليه فخاف العار فوجأها بحديدة في قبلها فأدماها، فخرجت وشقت ثوبها من خلفها ودمائها تسيل، فمرت بأخيها في جمع من قومه وهي تبكي وتقول لا أحد أذل من جديس أهكذا يفعل بالعروس .. فأغضب ذلك أخاها، ووقفها على نادي قومه، فأمتلأت جديس غيظاً، فقال الأسود: أطيعوني فأنه عز الدهر وقد رأيت أن أصنع للملك طعاماً ثم أدعوه وقومه، فإذا جاءونا قتلت الملك، وقام كل منكم إلى رئيس منهم فقتله ... ونفذت الخطة .. قال: فهرب رجل من طسم حتى لحق تبع تبان بن أسعار، وقيل: بحسان بن تبع الحميري وكان بالمدينة فاستغاثه، فوعده بنصره .. وسار تبع من المدينة في جيوشه .. نحو اليمامة .. وفي بقيتها قصة زرقاء اليمامة التي تبصر من بعد.
ونلاحظ في القصة ما يلي:
1 - أوجه الشبه بين قصة الفطيون، وقصة عمليق ملك طسم وجديس. في يثرب: الأوس والخزوج ـ وفي اليمامة طسم وجديس. وفي القصتين: صناعة الطعام للمخدور بهم وفيهما أن الذي انتقم للفتاة أخوها ... …