كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
83…
ذم الله قومه ولم يذمه، قال: وهو الذي سار بالجيوش، وحير الحيرة وبنى سمرقند وقيل هدمها، وكان إذا كتب قال: بسم الله الذي ملك براً وبحراً)).
وقال تعالى: (وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد) [ق: 14].
وجاء في الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: ((لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم)) (1) وقوله عليه السلام: ((ما أدري أكان تبع نبياً أو غير نبي)) وعن ابن عباس أنه كان نبياً. [الكشاف سورة الدخان] .. ولكننا لا نعلم علم اليقين من تبع هذا، وما عصره، وهل هو المذكور في تاريخ المدينة؟ لأن ملوك التبابعة كثيرون.
ويذكر المؤرخون أن تبع الأوسط، بن كليكرب، وهو أسعد أبو كرب، كان قد أسلم قبل البعثة النبوية، وينسبون إليه أنه قال شعراً: شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم فلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيراً له وابن عم ... ويقولون إنه كسا الكعبة .. قال ابن قتيبة: وكان ملك تبع الأوسط ثلاثمائة وعشرين سنة. [المعارف 632].
وقال محمد عزة دروزة [بنو إسرائيل من أسفارهم 394]: ((ولقد ذكرت الروايات العربية، وأيدتها المدونات اليونانية والرومانية والحبشية القديمة أن ملكاً من ملوك حمير اسمه ((تبان أسعد أبو كرب)) مر في احدى غزواته بيثرب، فجاءه حبران من أحبار اليهود فأعجب بهما واتبع دينهما وأخذهما معه إلى اليمن ودعا قومه إلى الدخول فيما دخل فيه فأجابوه، ويخمن أن ذلك كان في القرن الخامس بعد الميلاد وكانت النصرانية قد سبقت إلى اليمن من الحبشة في القرن الرابع الميلادي فحصل بين أتباع الديانتين صراع، كسب اليهود فيه الجولة الأولى على النصارى في القرن السادس في عهد الملك الحميري ذي نواس حيث اشتد…
__________
(1) رواه الإمام أحمد 40/ 5 عن سهل بن سعد.