كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

85…لا يجتمع في جزيرة العرب دينان، وكانوا قد وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يسلموا، وبقوا على نصرانيتهم.
5 - هل تصح لليهود في المدينة نسبة عربية؟ وهل كان في العرب جماعات متهودة؟ الجواب: لا تصح لليهود في المدينة نسبة عربية، ولم يكن عند مجيء الإسلام في بلاد العرب جماعات عربية متهودة .. قد يكون هناك أفراد من العرب تهودوا، كما يذكرون عن السموأل، إن صحت نسبته العربية أو صحت الأخبار التي ينقلونها عنه، في الوفاء.
ولذلك فإن ما ذكره جواد علي في كتابه ((العرب قبل الإسلام)) أن بني النضير وبني قريظة، كانوا قبائل عربية متهودة، لا يقوم على أساس صحيح، وليس عنده دليل ثابت على ما قال.
وقد وقع في الخطأ نفسه، بل زاد عليه، فئة من المؤرخين في العصر الحديث، ممن يسكنون المدينة، ويدعون أنهم يدافعون عن تاريخ عاصمة الإسلام الأولى، أذكر من هؤلاء: محمد عيد الخطراوي في كتابه ((المدينة في العصر الجاهلي)) والدكتور أكرم العمري، رئيس المجلس العلمي في الجامعة الإسلامية بالمدينة، وذلك في كتابه ((المجتمع المدني في عصر النبوة)).
ومن العجيب أن الأخير جعل كتابه ((محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد الروايات التاريخية)) ومع ذلك يقبل الروايات الضعيفة المتهالكة، لأنها تصلح ـ بزعمه ـ أساساً في الدراسة التاريخية التي لا تتطلب درجة الصحة التي تقتضيها روايات الأحكام الشرعية [ص 111].
ويحكم رأيه في الأخبار، فيجعل بعضها من أخبار الأحكام الشرعية، وبعضها الآخر مما لا علاقة له بالأحكام الشرعية، فيتساهل في قبوله.
والمؤرخ، إذا لم يكن ذا وعي شرعي، وذا وعي بقضايا الوطن الإسلامي ـ وحب الوطن من الإيمان ـ فإنه لا يصلح أن يكون مؤرخاً. ومن المعلوم ـ اليوم ـ أن تاريخ…

الصفحة 85