كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
88…أما السمؤال، الذي يقولون أنه يهودي من العرب: فإن قصته أقرب إلى الأساطير وجل شعره المنسوب إليه، منسوب إلى غيره، ومنه أشهر شعره، وهي اللامية التي مطلعها: إذا المء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل حيث تنسب إلى عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي، الشاعر الإسلامي (الحماسية 15) وقصته في الوفاء، مع امرئ القيس، ليس لها مصدر إلا كتب الأدب، وأيام العرب .. وكثير من القصص الجاهلي، قصص رمزي، ربما لا تكون هناك حقيقة لشخصيات القصة .. وكذلك فإن قصة امرئ القيس، وحروبه، لا تعتمد على سند صحيح، وإنما نقرأها ونرويها على أنها قصص أدبي، لا أنه تاريخ حقيقي ... وقالوا في الأخبار أن السموأل يهودي .. : ولكن متى دخل في اليهودية؟ وهل كان أجداده من اليهود؟ لقد ذكر أهل النسب أنه: السموأل بن حيا بن عادياء بن رفاعة بن الحارث .. وأنه كان غسانياً.
السموأل: اسم يهودي، وكذلك: حيا وعادياء [الاشتقاق لابن دريد 436].
فهل كان رفاعة هو الذي تهوّد؟ فإن كان جد أبيه هو الذي تهود، فلاسرة اذن عريقة في اليهودية، وقد نسيت عروبنها، وعادات قومها في الوفاء وحماية الجار، ويمتنع على من كان ذا عروق يهودية أن يكون وفيا هذا الوفاء الذي ذكروه، لأن اليهود أول ما يعلمونه لأبنائهم الغدر بالناس، وبخاصة العرب، لأن عداوتهم للعرب قديمة وموروثة، منذ منعهم الكنعانيون العرب من دخول فلسطين، بل منذ ولد اسماعيل، وصار أباً للعرب.
ثانياً: من القرآن الكريم: ولم اؤخر دليل القرآن، لتأخره في المنزلة، فهو أول الأدلة مرتبة، وإنما ذكرت ما جاء من كتب الأنساب أولاً، لأقول إن القرآان وصف واقعاً، أو ليكون شاهداً لما ذكرته كتب الأنساب.
…