كتاب التوحيد لابن منده - ت الفقيهي (اسم الجزء: 1)
١٥ - ذِكْرُ الفَرْقِ بَيْنَ الرِّيحِ وَالرِّيَاحِ.
وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الله يُرْسِلُ الرِّيحَ لِلنِّقْمَةِ، وَالرِّيَاحَ لِلرَّحْمَةِ، وَمَنْ قَالَ: مَعْنَى الرِّيَاحِ وَالرِّيحِ وَاحِدٌ. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لمْ تَرَوْهَا}.
وَقَالَ تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} الآيَةَ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلم يَدْعُو إِذَا رَأَى الرِّيحَ: اللهمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا.
وَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: مَا كَانَ فِي القُرْآنِ الرِّيَاحَ فَهِيَ الرَّحْمَةُ، وَالرِّيحُ العَذَابُ.
٥٤ - أَخْبَرَنَا أَحمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ البَيْرُوتِيُّ، قَالَ: حَدثنا خَيْرُ بْنُ مُوَفَّقٍ أَبُو مُسْلِمٍ المِصْرِيُّ، قَالَ: حَدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلى الله عَليه وسَلم مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا، وَكَانَ إِذَا رَأَى رِيحًا أَوْ غَيْمًا عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا غَيْمًا فَرِحُوا بِهِ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ مَطَرًا، وَأَنْتَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةُ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، وَمَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ {فقَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}.
رَوَاهُ عَطَاءٌ وَغَيْرُهُ عَنْ عَائِشَةَ ...
الصفحة 176