كتاب التوحيد لابن منده - ت الفقيهي (اسم الجزء: 1)

٣٢ - ذِكْرُ آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ مُقَلِّبُ القُلُوبِ عَلَى مَا يَشَاءُ
قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ، مُخْبِرًا عَلَى قُدْرَتِهِ وَعِلْمِهِ بِمَا فِي قُلُوبِ العِبَادِ {وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ}.
وَقَالَ: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} الآيَةُ.
وَقَالَ مُنَبِّهًا عَلَى دُعَائِهِ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}.
وَقَالَ: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ}.
بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:
١٢٠ - أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عَبْدِ الله [١]، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الكِلَابِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلى الله عَليه وسَلم يَقُولُ: مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَاّ وَهُوَ بَيْنَ إِصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، عَزَّ وَجَلَّ، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ، وَكَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَليه وسَلم يَقُولُ: يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، وَالمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا وَيَضَعُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثُ ثَابِتٍ رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ أَخْرَجْنَاهَا بَعْدَ هَذَا.
---------------
[١] قال الشيخ أحمد بسيوني: كذا بالمطبوع، وهو خطأ، وصوابه: "بسر بن عبيد الله"، كما في الأصل الخطي، وهو بسر بن عبيد الله الحضرمي، انظر: تهذيب الكمال (٤/ ٧٥).

الصفحة 272