كتاب مجاز القرآن (اسم الجزء: المقدمة)

كان صفريا «1» ، على حين أن البعض الآخر منهم يرى أنه كان من الأباضية «2» واستدلوا على انتسابه إلى مذهب الخوارج بأنه كان كثيرا ما ينشد أشعارهم ويفيض فى الحديث عنهم وعن أخبارهم ومفاخرهم- يفعل ذلك فى تقدير لهم وإعجاب بهم «3» ثم نسبوه بعد إلى القول بالقدر، وربما كان سبب ذلك أنه كان يمدح النّظام ويعظم شأنه «4» ، ولكن أبا حاتم كان يبرئه من القدر وينفيه عنه «5» .
ونسبة أبى عبيدة إلى مذهب الخوارج تارة، وإلى القول بالقدر تارة أخرى تكشف عن صلته بمعاصريه وتدل على أنه لم يكن محبوبا بينهم، ولعل فى نسبة آبائه إلى اليهودية- وهي مسألة مرت الإشارة إليها- ما يدل على هذا أيضا.
على أنه ليس فى كتاب المجاز ما يدل على هذه الميول.

شيوخه:
أخذ عن أبى عمرو بن العلاء «6» (- 154) النحو والشعر والغريب، وفى «مجاز القرآن» أثر أبى عمرو الواضح على أبى عبيدة.. وعن أبى الخطاب الأخفش، «7» (- 149) . وعيسى بن عمر الثقفي «8» (- 154) ، ولازم يونس بن حبيب
__________
(1) مقالات الاسلاميين 1/ 120.
(2) جولد زيهر.. 1/ 197.
(3) مقالات الإسلاميين 1/ 120، منتخب المقتبس 159 ا، ابن خلكان 2/ 157، 158. [.....]
(4) الحيوان 3/ 471 و 7/ 165.
(5) الزبيدي ص 124.
(6) المزهر 2/ 401- 402.
(7) الحيوان 1/ 177.
(8) المزهر 2/ 401- 402.

الصفحة 11