كتاب الكاشف (اسم الجزء: 1)

1 - لا بد من ذكر اسم المترجم أولا، مع ذكر نسبه: فلان بن فلان ... ، ونسبته: إلى قبيلة أو بطن، أو بلد أو مهنة، وقد تجتمع هذه وقد تفترق.
والامثلة واضحة.
2 - ثم يسمي بعض شيوخه إلا إذا كان المترجم صحابيا.
وليس له فيمن يسميه من الشيوخ اصطلاح، فلا يشترط أن يكون من يذكر من شيوخه ضمن الكتب الستة، ولا أن يكونوا من كبار شيوخه، ولا أن يكونوا ثقات، ولا أن يذكر أكبر شيخ له، أو آخر شيخ، ولا يلتزم ما التزمه شيخه المزي: الترتيب الهجائي
1) .
3 - ثم يذكر بعض الرواة عنه.
وليس له اصطلاح فيهم أيضا.
4 - وقد ياتي ببعض أخباره، من مناقب ومآثر علمية أو عملية، مما يلقي ضوءا على حال الرجل.
والذهبي ذواقة في التراجم واختيار أخبار الرجال، وانتقاء الالفاظ ذات الدلالة الدقيقة على المراد، وهو محب ولو باخبار العلماء والعباد.
ويجد القارئ في هذا الكتاب اللطيف الحجم من الاخبار النادرة الهامة ما لا يجده في غيره من المطولات، من ذلك: - نقله عن ابن الكلبي في ترجمة حسان بن ثابت رضي الله عنه: " كان لسنا شجاعا فاصابته علة فجبن "، وهي عند المزي، وفاتت ابن حجر في كتابيه: " التهذيب " و " التقريب ".
وهي فائدة تصحح الفكر والنظرة نحو هذا الصحابي الجليل.
وانظر " الروض الانف " للسهيلي 3: 281.
- وقال في ترجمة إبراهيم بن سعيد الجوهري أحد شيوخ مسلم: " قال ابن خاقان: سألته عن حديث لابي بكر فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي بكر!، فقلت له: أبو بكر لا يصح له خمصون حديثا، فمن أين هذا؟ ! فقال: كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه فانا فيه يتيم! ".
- وقال في ترجمة زهير بن محمد بن قمير المروزي: " قال البغوي: ما رأيت بعد أحمد أفضل منه، حدثني ابنه محمد أنه كان يختم في رمضان تسعين ختمة ".
وقد يشير إلى ذلك إشارات دقيقة، كقوله في ترجمة منصور بن زاذان: " سريح القرائة جدا "، يريد: قراءة القرآن الكريم، وانظر التعليق عليه.
5 - وكثيرا ما يذكر بعض ما قيل في الرجل من جرح وتعديل، فيكون ناقلا عن غيره، وقد يقتصر على تعديله - وفيه جرح - دلالة على اختياره تعديل الرجل، أو العكس، وقد يولد هو قولا من أقوالهم ويصف به الراوي.
وقد يشير إلى الاختلاف فيه فقط دون ترجيح، كقوله: مختلف فيه، وقد يسكت عن ذلك، وهو كثير، وليس له اصطلاح في سكوته كان لا يسكت إلا عن ثقة، أو ضعف.
ولامثلة على هذه الاحتمالات كثيرة واضحة في الكتاب بذاته، أو بالمقارنة مع الحواشي، إلا احتمالا واحدا، هو حال اجتهاده في الرجل وإعطائه حكما فيه من عنده معتمدا مجموعة أقوالهم فيه، فهذا نادر في
الكتاب.

الصفحة 20