كتاب الكاشف (اسم الجزء: 1)

حكم عام، فلا ينسحب على أحكام إمامين لا ندري ما موقفهما منه، قبلاه أو رداه، لا سيما أن في كتابيهما أمثلة تخالف ما فهم من كلامهما.
والله أعلم.
وخلاصة هذا كله: أن هذين الامامين كثيرا ما ياخذان توثيق ابن حبان بالاعتبار والاعتماد، يضاف إليهما اعتماد أئمة آخرين عليه، منهم: الحافظ الزيلعي رحمه الله صاحب " نصب الراية "، فانه قال 1: 73 عن حديث زينب السهمية عند ابن ماجه: " سنده جيد "، من أجل أن ابن حبان ذكرها في " ثقاته "، مع أن الدارقطني قال عن حديثها في " سننه " 1: 142: " مجهولة لا تقوم بها حجة " وقال ابن حجر: " لا يعرف حالها " ولم يرو عنها سوى اثنين: أخيها شعيب، وابنه عمرو، فهذا ذهاب منه إلى توثيق ابن بان لها، والله علم.
وانظر منه 2: 32.
ومنهم: زميله ومرافقه العراقي، فانه لما عمل كتابا في الرجال - وكتب منه قسما يسيرا فقط
1- - كان يحرص جدا على حكاية توثيق ابن حبان للرجل، ولو كان فيه توثيق عدد من غيره من الائمة.
وتجد هذه النقول في " حاشية الكاشف " هذه ابتداء من رقم 17 إلى 200، فتأملها تجد أسلوبه وعبارته يدلان علياهتمامه به، وانظر على سبيل المثال رقم 149، 154.
وورث عن الحافظ العراقي هذا تلميذان: نور الدين الهيثمي، وسبط ابن العجمي.
أما الهيثمي: فمشهور بذلك في كتابه " مجمع الزوائد ".
وأما البرهان سبط ابن العجمي: فقال في مقدمة كتابه " نثل الهميان في معيار الميزان " - الآتي وصفه صفحة 132 - وهو يذكر منهجه في استدراكاته على " ميزان الاعتدال ": " ورأيت المؤلف قد اقتصر على تضعيف أشخاص أو تجهيلهم، وقد ذكرهم بعض الحفاظ ... وغالبهم في " ثقات " ابن حبان.
فان قيل: وإذا كان كذلك فما فائدة ذكرك إياه من " ثقات " ابن حبان؟.
فالجواب: أنه يكون قد اجتمع فيه جرح وتعديل، وهذه مسالة خلاف.
فان قيل: إن المؤلف قد قال في " الميزان " في ترجمة عمارة بن حديد - 3
6020- -: لا يفرح بذكر ابن حبان له في " الثقات "، فان فقاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف، انتهى.
وقال في " الكاشف " في ترجمة يوسف بن ميمون -
6455- -: ضعفوه، فلا عبرة بذكر ابن حبان له في " الثقات " - انتهى:
فجوابه: أن ذكر ابن حبان في " الثقات " له شئ في الجملة
2) ، كيف وقد قال الامام الحافظ المحقق أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملكبن يحيى بن إبراهيم الحميري الكتامي الفاسي ابن القطان، في

الصفحة 32