كتاب الكاشف (اسم الجزء: 1)

" كانه يضعفهما " والدارمي تلميذ ابن معين وراويته ومشاهد لحركاته وهيئته حين يجيبه، وينقل هذه المشاهد مع نقله لالفاظه ويعبر عنها بقوله هذا.
ومثله تماما ما جاء في المصدر المذكور
334) : " سألته عن الربيع بن صبيح؟ فقال: ليس به باس، وكانه لم يطره، قلت: هو أحب إليك أو المبارك - بن فضالة -؟ فقال: ما أقربهما ".
وهذا لا ينع أن يوجد راو يقول فيه ابن معين: لا باس به، ويقول غيره - أو هو نفسه في مقام آخر -: ثقة.
أما تفسير هذا الحوار بين ابن معين وتلميذه ابن أبي خيثمة بانهما كلمتان متساويتان: فهذا بعيد.
والله أعلم.
14 - حديثه مقارب، مقارب الحديث
1422، 2483) .
والصواب في ضبط الراء جواز كسرها وفتحها، على معنى التعديل، خلافا لمن قصر الكسر على معنى التعديل، والفتح على التجريح.
قال العراقي في " حاشيته على ابن الصلاح " ص 137: " وهما على كل حال من ألفاظ التوثيق ... ، وممن ذكره من
ألفاظ التوثيق الحافظ أبو عبد الله الذهبي في مقدمة " الميزان.
".
ونقل كلامه السيوطي في " التدريب " ص 235 ووافقه، ولم أر في مقدمة " الميزان " المطبوع شيئا.
نعم هو في آخر مراتب ألفاظ التعديل، المرتبة الرابعة عند العراقي، والمرتبة السادسة عند السخاوي - انظر " الفع والتكميل " ص 150، 164 - مع قولهم: صدوق إن شاء الله، صالح الحديث، جيد الحديث، حسن الحيث، صويلح.
وحديث هؤلاء لا يحسنونه.
لكن الامام الترمذي نقل في " سننه " 5: 305
و" العلل الكبرى " 2: 677 عن الامام البخاري أنه قال في الوليد بن رباح: " مقارب الحديث " وجاء في " العلل الكبرى " 2: 967 قول البخاري نفسه في الوليد نفسه: " حسن الحديث ".
أما الترمذي فقال عنه حديثه المشار إليه: " حسن غريب ".
وروى الترمذي حديثا قبل المشار إليه 5: 304
1578- من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وقال من عند نفسه: " مقارب الحديث " وقال عن الحديث: " حسن غريب ".
لكنه في " العلل الكبرى " 2: 976 نقل ذلك عن البخاري.
وقال في كلامه على الحديث الثالث من " سننه ": " عبد الله بن محمد بن عقيل صدوق، تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه.
وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان إحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم - ابن راهويه - والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل.
قال محمد - هو البخاري أيضا -: وهو مقارب الحديث " فمثل هذا لا ينزل حديثه عن الحسن مع قوله " مقارب الحديث ".
بل لقد حسن البخاري نفسه حديثه المروي في " سنن الترمذي " 1: 148
128- باب ما جاء في المستحاضة أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد - وفي المطبوع الذي أعزو إليه: حسن صحيح، وأرى أنها زيادة غير صحيحة - وعطف عليه قوله: " وهكذا قال أحمد بن حنبل: هو حديث حسن صحيح " وهي زيادة صحيحة ثابتة في أكثر من أصل خطي قويم.
خلاصة ذلك: أن قول البخاري أو تلميذه الترمذي في رجل " مقارب الحديث " من ألفاظ تحسين الحديث الحسن الاصطلاحي، وقد قال في " سننه " 1: 254 عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم: " رأيت البخاري يقوي أمره ويقول: هو مقارب الحديث ".

الصفحة 38