كتاب الكاشف (اسم الجزء: 1)

ابن القطان حاله: " قلت: قد روى عنه غير صفوان
1) ، فهو شيخ محله الصدق، وحديثه جيد ".
وقال المصنف في مقدامة " الميزان " 1: 3 - 4: " لم أتعرض لذكر من قيل فيه: محله الصدق، ولا من قيل فيه: لا باس به، ولا من قيل: هو صالح الحديث، أو يكتب حديثه، أو هو شيخ، فان هذا وشبهه يدل على عدم الضعفالمطلق ".
وقال في " الميزان " أيضا 2
4177) : " سمع منه أبو حاتم وقال: شيخ، فقوله: " هو شيخ " ليس هو عبارة جرح، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك، ولكنها إيضا ما هي عبارة توثيق، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة.
ومن ذلك: يكتب حديثه، أي: ليس هو بحجة "
2) .
وفي " نصب الرايد " للحافظ الزيلعي رحمه الله من كلام ابن القطان في " بيان الوهم والايهام ": سئل أبو
حاتم وأبو زرعة الرازيان عن طالب بن حجير " فقالا: شيخ، يعنيان بذلك أنه ليس من أهل العلم، وإنما هو صاحب رواية ".
أي: هو من أهل الرواية والنقل، لا من أهل الدراية والعلم والفقه، فهي بمثابة كلمة: راوي، لا زيادة ولا نقصان، لذلك قد يقترن بها ما ينزلها عن مرتبة من محله الصدق، كما قال أبو زرعة في يحيى بن راشد البصري - " الجرح " 9
603- -: " شيخ لين الحديث "، فكأنه يقول: راو لين الحديث.
وفي " الجرح والتعديل " 3
570- ترجمة الحكم بن عطية: " سمعت أبي يقول: سمعت سليمان بن حرب يقول: عمدت إلى حديث المشايخ فغسلته ... قلت: يحتج به؟ قال: لا، من ألف شيخ لا يحتج بواحد، ليس هو مثل الحكم بن سنان ".
وكان قد قال قبل 3
545- في الحكم بن سنان: " عنده وهم كثير، وليس بالقوي، ومحله الصدق، يكتب حديثه ".
وأرى أن قول أبي حاتم " من ألف شيخ لا يحتج بواحد ": فيه ظاهرة من تشدده المعروف به، يدل على ذلك قول الحافظ ابن رجب في " شحر علل الترمذي " 1: 461: " والشيوخ في اصطلاح أهل هذا العلم: عبارة عمن دون الائمة والحفاظ، وقد يكون فيهم الثقة وغيره "، والله أعلم.
25 - ومن ألفاظ الذهبي التي يكثر استعمالها: قوله: لا يعرف.
وعادته أن يقولها بدلا من كلمة " مجهول " التي اصطلح على أنه إذا أطلقها فهي من قول أبي حاتم.
فهو يقول:
لا يعرف- فيمن تفرد عنه راو واحد، سواء صرح بالتفرد أولا، وسواء كانت دعوى التفرد مسلمة أو لا، وسواء كان الرجل ثقة - مع كون ظاهره مجهول العين - أو لا.
قال في " الميزان " 1
822- في ترجمة أسقع بن أسلع: " ما علمت روى عنه سوى سويد بن حجير الباهلي، وثقه مع هذا يحيى بن معين، فما كل من لا يعرف ليس بحجة، لكن هذا الاصل ".
وقال في " الميزان " 4
9452) : " يحيى بن إسحاق لا يعرف، تفرد عنه يحيى بن أبي كثير، لكن وثقه

الصفحة 46