كتاب الكاشف (اسم الجزء: 1)

ثالثها: ضرورة جمع ألفاظه المتعلقة بالرجل الواحد أو بالحديثة الواحد، والتنبه لذلك أثناء الاستقراء، كي لا يظن أنها مختلفة المراد، متعددة، وهي في رجل واحد، متفقة متحدة.
وقد يريد النظر في الاسناد، لاضطرابه، أو لانقطاعه.
ففي " التاريخ الكبير " 5
389- قال: " عبد الله بن عبد الرحمن.
قال يحيى بن قزعة وإبراهيم بن مهدي، عن إبراهيم بن سعد.
ح عبيدة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مغفل ... ".
فذكر طرقا وختمها بقوله: " فيه نظر ".
وقال 5
575) : " عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الانصاري الخزرجي، عن أبيه، عن جده ... "، وختم الترجمة بقوله: " فيه نظر، لانه لم يذكر سماع بعضهم من بعض ".
فهذا كقوله: 2 " - " في إسناده نظر ".
وقد قال البخاري ذلك في رواة كثيرين، منهم: أوس بن عبد الله الربعي أبو الجوازاء، المترجم في " التاريخ الكبير " 2
1540) .
وأوس ثقة عندهم، لذلك فسر ابن عدي هذا القول في " الكامل " 1: 402 بقوله: يريد: " أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما، لا أنه ضعيف عنده ".
ويساعده على هذا التفسير صياغة الجملة مقطوعة عما قبلها وبعدها من سباق ولحاق، فهي بظاهرها صريحة في أن المراد: فيما يسنده أوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق ابن مسعود وعائشة: نظر ووقفة.
وزاد ابن عدي هذا الفهم ترسيخا بانه: لم يسمع منهم، ففيما يسنده انقطاع وإرسال، ووافقه على هذا التفسير ابن حجر في " مقدمة الفتح " ص 391 - 392 ترجمة أوس المذكور.
أما الذهبي: فانه صنع عجبا!
ترجم لاوس هذا 1
1045- ونقل كلمة البخاري فيه ولم يفسرها بهذا التفسير، وبعد أسطر قليلة ترجم لاويس القرني رحمه الله تعالى 1
1048- ونقل كلمة البخاري نفسها فيه 2
1666) ، وفسرها ب " أن الحديث الذي روي عن أويس في الاسناد إلى أويس نظر ".
وعجبت منه - أولا - لم يفسرها في ترجمة أوس أيضا، مع أنها قبل أسطر، فاخر تفسيرها! ! ثم زال عجبي وزاد يقيني بامامة المصنف ودقته..وقد كان هذا التأمل سببا في انكشا فاوهم في تفسير ابن عدي المذكور.
وإليك البيان.
قال البخاري في " التاريخ الكبير " 2
1540) : " أوس بن عبد الله الرعبي أبو الجوزاء البصري، سمعت عبد الله بن عمرو، روى عنه بديل بن ميسرة، قال يحيى بن سعيد: قتل أبو الجوزاء سنة ثلاث وثمانين في الجماجم.
وقال لنا مسدد: عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء قال: أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة، ليس من القرآن آية إلا سألتهم عنها.
قال محمد - هو البخاري نفسه -: في إسناده نظر ".
قال ابن عدي 1: 402: " وأبو الجوزاء روى عن الصحابة: ابن عباس، وعائشة، وابن مسعود

الصفحة 70