كتاب الجامع في الجرح والتعديل (اسم الجزء: 1)

رفاعة بن رافع، عن أبيه. قال: دخلت يومًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنده قدر تفور بلحم، فأعجبتني لحمة فازدرتها، فاشتكيتُ عليها سنةً، ثم إني ذكرتُ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إنه كان فيها أنفس سبعة أُنَاسِي، ثم مسح بطني فألقيها غضراء. فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيت بطني حتى الساعة.
قال يعقوب: حضرت ابن بكير وقرأ هذا الحديث وجعفر بن عبد الواحد حاضر، ولا أدري كان يقرأ له كتاب الليث، عن خالد، أو غيره وانتهى إلى هذا الحديث وإذا عنده: عن عبيد بن رفاعة. قال: دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو يوسف يعقوب بن سُفيان: ورواه أبو صالح: عن أبيه. وهو باطل. وقد قال وكذب فآذيته وآذاني. وقال لجعفر: موعدك غدًا بالغداة حتى أُحْضِرَ أصلَ الليث، فإنه ليس في أصل كتاب الليث إلا كما أقول: عن عبيد بن رفاعة. وعاد فآذاني وآذيته حتى قال له بعض من حضر: يا أبا زكريا، إن هؤلاء قوم قد كتبوا عن أبي صالح، فإذا عرضت على أبي صالح آذوك. فقال: الموعد غدًا، وانصرفتُ ولقيتُ حرملة، فإذا هو قد بلغه الذي كان. فقال لي: قد كان في هذا الكلام أيام أبي صالح لأنه في كتاب الليث في الرق وليس في الأصل، إنما الأصل في قراطيس، وكان الليث حول كتبه في الرق وجعله حبسًا، أو وقفًا وصية ذلك إلى ولده وبقي الأصل سماعه في القراطيس وجعله لابنه الكبير، وكان الكبير يكون مع أبي صالح، فبقي الأصل عند أبي صالح، وإنما الرق نسخة، فغدوت إلى ابن بكير وأظن حضر جعفر، وقد أرسل إلى كتاب الرق، وأحضره وأخرج موضع الحديث. فقال: هذا هو أصل كتاب القراطيس، الذي في منزل أبي صالح، وما أظنهم يرسلون ولا يقرانك. فقال: هذا حرملة أخبرك؟ قلتُ: نعم، هو أخبرني وكتاب الأصل عند أبي صالح في قرطاس: عن أبيه، وعبيد ليست له صحبة ولا رواية، ولا معنى يغلط فيه إنسان، وأظن أن المدائني كان صيره عن رافع بن خديج، وكان كما شاء الله. "المعرفة والتاريخ" 2/ 217.
وقال يعقوب أيضًا: حدثنا أبو صالح، عبد الله بن صالح، الرجل الصالح "المعرفة والتاريخ" 2/ 445.

الصفحة 479