كتاب الجامع في الجرح والتعديل (اسم الجزء: 1)

بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيمِ
الحمد لله الذي علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد. خاتم الأنبياء، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. إمام هذه الأمة، فلا إيمان لمن لم يحتكم إليه.
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
ورضوان الله على أصحابه جميعًا، الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أما بعد
فقد تمنى الكثيرون من طلبة العلم أن يأتي اليوم الذي تُجمع فيه الأحاديث في كتاب واحد، وكتبوا ذلك فيما حققوا من كتب، وظل هذا الأمر أماني، ظن البعض معها أن الأمر يحتاج إلى إشراف دولة من الدول عليه، وأنه ليس في طاقة اثنين أو ثلاثة، ولو تعاون في كل بلد اثنان أو ثلاثة على هذا لتم بعون الله، ووجدنا أنه لا بد من بداية لهذا الأمر، وخطوة تتلوها خطوات، يراها أنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتتحرك الهمم، وتدب الحياة، ويستيقن الجميع أن مجرد الأماني لا تصنع شيئًا. وعليه فقد وفقنا الله بفضله في إخراج "المسند الجامع" لأحاديث الكتب الستة، ومؤلفات أصحابها الأخرى، وموطأ مالك، ومسانيد الحميدي وأحمد وعبد بن حميد، وسنن الدارمي، وصحيح ابن خزيمة، وصدر

الصفحة 5